غادر أمس أغلب المرضى الذين أصيبوا بداء “ليبتوسبيروز” نهاية الأسبوع المنصرم، الذي تسببت فيه جرذان تسللت إلى مياه أحد الآبار المستعملة بأحد الأحياء الشعبية بوسط مدينة العلمة، مما تسبب في وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة أزيد من 75 بهذا الداء الخطير. وحسب مصادرنا الطبية فإن الوباء في تراجع مستمر، حيث لم تسجل أية حالة جديدة، في الوقت الذي قامت المصالح الاستشفائية بتوزيع أكثر من 400 علبة دواء على سكان الحي، الذي عرف انتشار الوباء، وتمكنت المصالح الطبية من التحكم في الوضع، حيث تم إخضاع المصابين للعلاج الضروري، وإلى غاية مساء أمس تماثل 21 شخصا للشفاء والأمور مرشحة للتحسن، حيث تم تخصيص جناح بمصلحة الاستعجالات للتكفل بالمصابين بإشراف طبيب مختص. وتزامن ذلك مع توافد أفراد العائلات التي سجلت فيها إصابات على مستشفى العلمة للاستفادة من الدواء حيث تم تسليم 400 علبة من دواء “دوكسي سيكلين” الذي يحصن الجسم، ويمنع انتقال العدوى. مع العلم أن هذا الوباء لا ينتقل بين الأشخاص، إلا في حالات نادرة، كأن يتم ذلك عن طريق اللعاب. وحسب إدارة المستشفى لم يتم تسجيل إصابات جديدة في الوقت الذي يبقى عدد المتماثلين للشفاء في ارتفاع مستمر. ومن المنتظر أن يخرج كافة المصابين من المستشفى خلال الأيام القليلة القادمة، مع العلم أن كافة المصابين متواجدون حاليا بمستشفى العلمة، ولم يتم تحويل أي حالة إلى المستشفى الجامعي بسطيف. الجدير بالذكر أن بعض الإشاعات تحدثت عن مصادر أخرى للوباء وتساءل البعض عن عدم إصابة إمام مسجد عقبة بن نافع الذي توجد به البئر بالداء المذكور، والبعض تمادى في إطلاق العنان للتأويلات، غير أن تحرياتنا أكدت لنا أن الإمام المقيم بالسكن التابع للمسجد أصيب بالداء لكنه سارع للعلاج وتماثل للشفاء، ما يعني أن المصدر الوحيد للوباء هو البئر التابعة للمسجد ولا يوجد حاليا أي مصدر آخر، وتعد هذه الحادثة بمثابة إنذار لجميع السكان عبر القطر الوطني لأخذ الحيطة والحذر والتأكد من نظافة مياه الآبار غير المعالجة، قبل استهلاك مياهها، والتي يمكنها أن تحدث كوارث بيئية يصعب التحكم فيها.