عرف الوباء الذي انتشر بمدينة العلمة تطورا سريعا بعدما ارتفعت أمس حصيلة القتلى الى ثلاث ضحايا مع ارتفاع في عدد الإصابات التي بلغت 28 حالة لازالت تخضع للرعاية الطبية الفائقة، في الوقت الذي تم تشكيل خلية طوارئ مع غلق آبار الحي وكافة النافورات العمومية بالمدينة. فبعد وفاة السيدة "ص. ي" البالغة من العمر 52 سنة التي شربت من البئر الملوثة لحق بها أمس ابنها "ص. إ" البالغ من العمر 22 سنة والذي فارق الحياة فجر أمس، بعد مكوثه بقاعة الانعاش لمدة ثلاثة أيام، لتكون بذلك العائلة قد فقدت اثنين من افرادها بسبب المياه الملوثة. كما توفي مساء اول أمس طفل آخر يبلغ من العمر 7 سنوات، في حين ارتفع عدد المصابين الى28 حالة، تم ضبطها بحي بورفرف، اين تبين بأن كل المصابين شربوا من ماء البئر التابعة لمسجد عقبة بن نافع، والتي تم غلقها بعدما ثبت تلوثها واحتواؤها على جرذان ميتة. وحسب مصادرنا الطبية فإن الوفاة سببها مرض يدعى "ليبتو سبيروز"، كما تبين أن مياه البئر بها جرثوم خطير جدا يدعى "ستريب تيكوك" بإمكانه ان يعطل جهاز المناعة ويفتك بالانسان بطريقة رهيبة. وأمام انتشار هذا الوباء، أعلنت مصالح الاستعجالات بمستشفى العلمة حالة استنفار قصوى، وقامت بعزل المصابين القاطنين بحي بورفرف واخضاعهم للرعاية الطبية الفائقة، والجدير بالذكر ان الوباء تحول الى هاجس بالنسبة للمواطنين الذين توافدوا بقوة على المستشفى، وبمجرد ان يشعر الواحد بآلام في الرأس أو البطن يسارع الى المستشفى لإجراء الكشوفات الضرورية. ومن جهتها، قامت السلطات المحلية بانشاء خلية طوارئ تضم ممثلين عن قطاع الصحة والري والمصالح التقنية من أجل محاصرة الوباء. حيث تم تنظيم خرجات ميدانية الى سكان حي بورفرف والأحياء المجاورة لتحسيس العائلات مع اصدار قرار بغلق كل الآبار بهذه الجهة وعدم استغلال مياها مهما كانت الظروف. وبالمقابل تم تزويد الحي المذكور ببرنامج إضافي في الاستفادة من مياه الحنفيات. كما تم إصدار قرار بغلق كل النافورات العمومية ومصادرة الصهاريج التي يستغلها أصحابها في توزيع الماء، وهو القرار الذي أحيل على مصالح الأمن لتنفيذه بصرامة حيث يتم احالة كل صهريج على المحشر وعدم التسامح مع صاحبه، مهما كانت المبررات. كما قامت الخلية بالاستعانة بعمال البلدية لتوزيع الدواء القاتل للجرذان مع توزيع صفائح الكلور لتعقيم الآبار. ليبقى الجميع في حالة ترصد لأي طارئ في الوقت الذي لازال المرضى يخضعون العلاج بمستشفى العلمة والمستشفى الجامعي بسطيف مع متابعة دقيقة من طرف المصالح الطبية.