عقب الوفاة المحيرة لثلاثة أشخاس بمدينة العلمة والتي تسببت فيها بئر تابعة لمسجد عقبة بن نافع، نزلت أمس لجنة مختصة من وزارة الصحة لتقصي حقائق هذا الوباء الفتاك الذي تحول الى هاجس حير المواطنين، في الوقت الذي لازالت المصالح الصحية بسطيفوالعلمة تستقبل المصابين مع تصعيد حالة الاستنفار لمحاصرة هذا الداء الخطير . * اللجنة المذكورة نزلت صبيحة أمس، بأمر من وزير الصحة، وتضم مختصين من الوزارة وتنقلت بين مديري الصحة لولاية سطيف ومستشفى صروب الخثير بالعلمة ودائرة العلمة، أين تم التباحث في خلفيات الوباء المعروف باسم "ليبتو سبيروز" والذي تسببت فيه جرذان تسربت الى بئر تابعة لمسجد عقبة بن نافع تستغل من طرف سكان حي بورفرف بالعلمة. وحسب مصادرنا فإن اللجنة الوزارية استعادت الاحداث من بدليتها ودرست أسباب انتشار الوباء و كل الإجراءات التي تم اتخاذها من طرف المصالح الصحية ومختلف الهيئات التقنية والادارية. وهذا بعدما ثبت رسميا بأن بئر المسجد هي مصدر الوباء، كما بينت التحاليل التي اجريت على مياه هذه البئر بأنها تحوي جرثوما خطيرا جدا، يدعى "ستريب تيكوك" وهو الذي تسبب في وفاة المصابين. وحسب مصادرنا فإن التقرير الطبي للمرحوم صدقة عمار البالغ من العمر 22 سنة والذي فارق الحياة بعد يومين فقط من وفاة أمه، تضمن عبارة وفاة غير عادية سببها الجرثوم المذكور، غير أن الشيء الذي حير عائلة الضحيتين يكمن في اقتصار عملية تشريح الجثة على الابن فقط، في حين دفنت الأم دون تشريح جثتها. ومن جهة اخرى تواصل خلية الطوارئ على مستوى دائرة العلمة نشاطها لاحتواء الوضع مع غلق آبار الحي والنافورات العمومية وتوزيع الكلورالمطهر للمياه. وأما المصالح الإستشفائية بالعلمة فقد أعلنت حالة الطوارئ ولازالت الى غاية أمس تستقبل حالات مشكوكا فيها، وقد عمدت مصالح الاستعجلات بمستشفى العلمة الى تخصيص جناح للمصابين مع إرغام المرضى القادمين من حي بورفرف على المكوث بالمستشفى ومتابعة العلاج، خاصة بعدما تبين ان عدد الحالات في تزايد مستمر، حيث كانت البداية الاسبوع الماضي بتسجيل6 حالات فقط، لكن مع مرور الوقت ارتفعت الحصيلة وبلغت أمس59 حالة. وهي الوضعية التي قابلها نوع من الحيرة وسط المواطنين بمن فيهم القاطنون، بعيدا عن الحي المذكور، حيث فضل البعض مقاطعة مياه الآبار بصفة نهائية وترصد مخلفات هذا الوباء الخطير . *