حملة لإيقاف الصهاريج وتجفيف الحنفيات العمومية لمحاصرة الداء لا تزال مدينة العلمة الواقعة شرق ولاية سطيف، تعيش على وقع انتشار فيروس “ليبتو سبيروز” الذي تحول إلى هاجس حير المواطنين، بعد أن تسبب في إصابة 72 شخصا وتسجيل حالة موت كلينيكي جديدة بعد ثلاث حالات وفاة سجلت سابقا. حسب مصادرنا، فإن ارتفاع عدد الإصابات إلى 72 حالة رغم أخذ كل الاحتياطات الضرورية، كان سببه أحد المواطنين الذي قام بملء صهريج من مياه البئر المذكورة قبل غلقها، واستغله في وليمة عرس. وهو ما تسبب في تزايد عدد الأشخاص المتضررين، وأكد الأطباء أن عدد المصابين مرشح للارتفاع، وذلك لأن أعراض المرض قد تظهر بعد 21 يوما من تسلل الجرثوم إلى جسم الإنسان، وتختلف درجة تأثيره من شخص إلى آخر. من جهة أخرى أكد مدير مستشفى العلمة أن الأمور بدأت تستقر، وقد تمكنت مصلحة الأمراض المعدية من التحكم في الوضع، وهناك عدد من المرضى بدأوا يتماثلون للشفاء، منهم تسع حالات غادرت المستشفى، إلا أنه ورغم ذلك لا تزال المصلحة حريصة على محاصرة الداء وإرغام المرضى على المكوث بمصلحة الأمراض المعدية لتلقي العلاج، في الوقت الذي يعرف فيه المستشفى توافدا من سكان حي بورفرف للاستفادة من الدواء وإجراء التحاليل على مياه الآبار، علما أن السلطات الولائية اتخذت عدة إجراءات استعجاليه، منها غلق هذا المصدر، وأخذ عينات إلى المخبر الوطني “باستور” بالعاصمة، واستقبال كل مستغلي مياه هذا المصدر وإخضاعهم للمتابعة والمراقبة. كما شنت المصالح الأمنية حملة واسعة للقضاء على كل حنفية عمومية أو خاصة تستعمل مياهها للشرب أو الخدمات المنزلية، ومصادرة كل صهريج يقوم بتوزيع المياه. ومن جهة أخرى، تم حجز ما يقارب 60 صهريجا تم وضعها بالمحشر، وبالمقابل تزويد الحي المذكور ببرنامج إضافي في الاستفادة من مياه الحنفيات. كما تم إصدار قرار بغلق كل النافورات العمومية، في حين قامت الخلية بالاستعانة بعمال البلدية لتوزيع الدواء القاتل للجرذان، مع توزيع صفائح الكلور لتعقيم الآبار. ليبقى الجميع في حالة ترصد لأي طارئ في الوقت الذي لازال المرضى يخضعون للعلاج بمستشفى العلمة والمستشفى الجامعي بسطيف مع متابعة دقيقة من طرف المصالح الطبية. جدير بالذكر أن لجنة وزارية وبأمر من وزير الصحة، حلت أول أمس بمدينة العلمة للتحقيق في أسباب انتشار هذا الوباء الخطير، تضم مختصين من الوزارة وتعكف حاليا على الكشف على كل ما يتعلق بهذه القضية التي خلفت حالة من الهلع في وسط السكان.