نفت القيادة العامة، لحزب جبهة التحرير الوطني، تلقيها أي شكاوى رسمية مكتوبة، أو استقالات من طرف أعضاء زكاهم المؤتمر الأخير للحزب، كما نفت أن تكون المقالات التي تناولتها بعض الصحف تعكس الحقيقة كاملة. وأكد الناطق الرسمي للحزب، عيسى قاسة، في تصريح خص به “الفجر”، أن الأمين العام للحزب، عبد العزيز بلخادم، يريد مجابهة من يعارضونه في ساحة الميدان من خلال تقديم أدلة إذا كانت بحوزتهم عن أمور ليسوا راضين بها، وأنه لن يقبل أي مناورات. وأوضح قاسة أن ورقة الحركة التصحيحية التي يريدون إحياءها من جديد ليست صالحة في الوقت الراهن، فقد استغلت في وقتها المناسب وليس من الممكن إعادة السيناريو الخاص بها. واقترح على الذين يعارضون طريقة إعادة هيكلة الحزب على المستوى القاعدي بالقسمات والمحافظات أن يقدموا البديل إن كان بحوزتهم، مشيرا إلى أن المكتب السياسي يتابع الأمر بحرص كبير، وسوف يستمع الأمين العام لتقارير المشرفين في نهاية الشهر الجاري، حسب الموعد الذي ضبطه يوم 21 أكتوبر القادم على أن يتم الانتهاء من المحافظات قبل نهاية السنة. في حين وصف أحد مهندسي المؤتمر التاسع، باعتبار أنه كان مشرفا على إحدى اللجان السبع، وهو حاليا عضو بالقيادة المركزية، أن حزب جبهة التحرير الوطني يمر بأزمة أخلاقية عميقة، مشيرا إلى أن “الوضع خطير ويحتاج إلى معالجة من خلال اعتماد مناهج متفتحة تسمح بالتحاور مع جميع الأطراف والمناضلين، قصد تجنب حالة اللااستقرار المنتهجة على مستوى القواعد الحزبية وتعزيز الثقة بين المناضلين أكثر من السابق”. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن عملية إعادة الهيكلة التي شرع فيها بعد المؤتمر التاسع تعاني من تعثر ببعض المناطق، مثلما هو الحال بمحافظات الوادي والجلفة وبجاية وبشار وسيدي بلعباس والبليدة وعين الدفلى، حصرها الناطق الرسمي للحزب في أسباب العروشية وصراعات شخصية بين المناضلين.