كشفت الدكتورة باوو، أخصائية قسم الأمراض التنفسية بالمستشفى الجامعي ببني مسوس، أثناء تدخلها أمس في اليوم التكويني الذي أقيم بالمركز العائلي بزرالدة، أن آخر الإحصائيات أكدت بأن السبب الثالث للوفاة في المستشفيات الجزائرية راجع إلى تعفنات وإصابات على مستوى الجهاز التنفسي. من جهته، كشف موسى عشير، رئيس المجلس الطبي لمستشفى بئر طرارية عن توقيف 50 طبيبا ودخولهم السجن بسبب أخطاء مهنية، كما أن مصالح الاستعجالات بمختلف المستشفيات تعد الأكثر تضررا من التعفنات المرتبطة بالعلاج وتشهد تدهورا يزيد تفاقما يوم بعد يوم. وأضاف عشير قائلا إن التعفنات الناجمة عن سوء العلاج سببه انعدام النظافة لدى الأطباء، وكذا في الوسائل المستعملة لذلك، كما أن كثرة الطلب للمضادات الحيوية عند الصيادلة واستعمالها دون استشارة طبيب يجعلها غير فعالة بمرور الزمن. وأشار المتحدث إلى انعدام ميزانية خاصة لاقتناء مواد التنظيف وأدوات التعقيم رغم بذل الدولة مجهودا كبيرا للنهوض بالقطاع الصحي مقارنة بالبلدان الأوروبية التي تخصص مبالغ ضخمة في هذا المجال، حيث تصل تكلفة علاج المرضى في الجزائر من 100 الى خمسة آلاف أورو، وبالتالي فالمواطن البسيط يصعب عليه الخضوع للعلاج، إذ ينصح الأطباء باتخاذ إجراءات وقائية لتفادي الأمراض المعدية عن طريق التلقيح ومكافحة التدخين وتوفير الرقابة الطبية في المستشفيات. وأوضح عشير إلى أن عمال النظافة بالمؤسسات الاستشفائية ليس لهم مستوى دراسي، ما يستدعي القيام بدورات تكوينية خاصة لتوعيتهم وتحسيسهم بضرورة توفر عامل النظافة.