ندد وزير المجاهدين، محمد شريف عباس، بالكتابات المغرضة للتاريخ، خاصة المتصلة منها بالثورة، مصنفا أصحابها في خانة المرضى وأولئك الذين في قلوبهم مرض، ملمحا إلى إمكانية وقوف أطراف فرنسية وراءها عندما استعان بعبارة “مهنتهم القديمة لتعميق الشعور بالدونية”. وقال الوزير، في كلمته الافتتاحية للملتقى الدولي الخاص بكتابة التاريخ، المنعقد بفندق الجيش ببني مسوس، إن “التاريخ ليس للهرج والمرج، بل هو عمل نبيل وليس سلسلة لتوجيه الطعنات والعبث في الأحداث التاريخية دون سند أو دليل أو برهان”. وواصل الوزير، الذي خصص حيزا زمنيا كبيرا للحديث عن الكتابات التاريخية المغرضة، في تلميح لبعض منهما، كما هو الشأن بالنسبة للكتاب الأخير لرئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية “عميروش .. ميتتان ووصية” حتى وإن لم يذكره بالاسم، أن “من يحولون أحجار الماضي إلى سهام يرمون بها كبد الحقيقة والنفخ في الرياح الصفراء القاتلة لهم مسؤولية تاريخية”، وعلى هذا الأساس أكد أن العمل التاريخي يجب أن لا يترك في يد من في قلبه مرض أو حقد أو تحركه دسائس ومؤامرات، وهذا تقديرا منه للضرر الكبير الذي تخلفه هذه النوعية من الكتابات على الشباب والرأي العام إن كانت عن قصد أو غير قصد. وأكد الوزير على أهمية التقيد بالعمل التاريخي النزيه، من خلال ترك العمل للمؤرخين وليس لكل من هب ودب، من أجل حماية الحقيقة التاريخية وإيصالها بأمانة للأجيال الصاعدة وتقوية عوامل الانتماء. وصنف الوزير هذا النوع من الكتابات المغرضة في خانة الممارسات القديمة لفرنسا، حتى وإن دونت بأقلام جزائرية، عندما استعمل تعبير “معرفتهم القديمة”، التي يراد منها تعميق الشعور بالدونية. وخلص إلى القول أنه يجب أن يتقيد كتاب التاريخ بالموضوعية، تجنبا للمزايدات والإخفاقات التي قد ترتكب في حق بعض الأحداث التاريخية. ومن جهته، أكد الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، أنه يستبعد أن تتم برمجة مشروع مقترح تجريم الاستعمار في الوقت الراهن، مؤكدا أن الأولوية هي عقد ندوة حول الموضوع للوصول إلى ما يجب فعله، كما امتنع عن الرد على سؤال خاص بموقفه من التصريحات الأخيرة للرئيس السابق، الشاذلي بن جديد.