محمد ساري: لا يوجد أصعب من ترجمة الأمثال والحكم فرانسوا نكيمي: كثرة اللهجات حالت دون انتشار الأدب الكامروني في الخارج عمّارة لخوص: الترجمة الحرفية للنص الأدبي تجعله نصا خاليا من الإبداع طرح موضوع ”الأدب والترجمة” على مائدة مستديرة نشطها ثلة من المختصين من الجزائر، الكامرون، المغرب والدانمارك، وذلك في إطار البرنامج الثقافي المقام موازاة مع معرض الجزائر الدولي للكتاب في دورته ال15، الذي سيدوم إلى غاية السادس من نوفمبر الداخل بالعاصمة. شدد محمد ساري، أستاذ الترجمة بجامعة الجزائر، على ضرورة معرفة خصوصية اللغة التي نترجم منها واللغة التي نترجم إليها من خلال القيام ببحوث ودراسات في مجال المصطلحات واللهجات المستعملة في تلك الدولة دون غيرها، لاسيما فيما يتعلق بترجمة الحكم والأمثال التي عادة ما تكون عملية ترجمتها صعبة، لهذا فإن العديد من المترجمين يستعينون بمقابل لتلك المعاني فيما يتعلق بترجمة الحكم، التي عادة ما يفقد نصها المترجم جماليته مقارنة بنصه الأصلي. فيما قدم المؤلف والكاتب الكاميروني، فرانسوا نكيمي، عرضا أمام الحضور حول الترجمة الأدبية في بلده، التي اعتبر فعل الترجمة فيها قليل جدا مقارنة مع باقي دول العالم، وبرر المتحدث هذا الغياب بكون الكامرون تضم عددا كبيرا جدا من اللهجات وهو ما يصعب من عملية الترجمة منها. وأضاف المحاضر أن فعل الترجمة يكاد يكون غائبا في هذا البلد، الذي لم يحقق كتابه الشهرة في العالم بفعل غياب فعل الترجمة التي لازالت لم تواكب بعد التطورات التي تحدث في العالم. من جهتها، تطرقت الباحثة والمترجمة الدانماريكة واللبنانية الأصل، جون ضاحي، التي تشغل منصب مديرة قسم اللغة العربية بجامعة كوبنهاغن في الدانمارك، إلى غياب فعل الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الدانماريكة، والعكس، وبررت داحي هذا الغياب بكون أغلب المختصين في فعل الترجمة يخشون القيام بهذه الخطوة لكون الترجمة تحتاج إلى معرفة طبيعة كتابة النص الذي يرغبون في ترجمته وكذا الإحاطة ببعض الخصوصية بينهم وبين آداب تلك اللغة، وهو ما حدث معها تماما حين رغبت في ترجمة أعمال محمود درويش، شاعر المقامة الفلسطينية، حيث قالت المتحدثة إنها لم تجد صعوبة كبيرة في ترجمة أعمال درويش، لكونها قريبة من تلك البيئة التي كان الشاعر يتحدث عنها في أعماله، كما أنها مهتمة بالآداب العربية عموما في مختلف أنحاء الوطن العربي، وهو ما جعلها تقدم على ترجمة العمل الروائي الذي صدر مؤخراً للروائي الجزائري واسيني الأعرج، الموسوم ب”البيت الأندلسي” إلى اللغة الدانماركية، وصرحت جون داحي في هذا الصدد قائلة: ”لقد اخترت هذا الكتاب دون غيره من الأعمال الأدبية العربية الأخرى لأسباب ثقافية وأدبية أيضا، وهذا بغرض تطرق هذا العمل إلى قضية تاريخية وإنسانية”. كما تأسفت المتحدثة لقلة ترجمة الأدب العربي في الدانمارك، صاحبته ضآلة في نشر وطبع تلك الأعمال المترجمة إلى اللغة الدانماركية والتي عادة لا تتعدى 1500 نسخة فقط. هذا، وعرجت جوستين مينتسا، التي تعمل أستاذة مساعدة بجامعة ”ليبروفيل” بالغابون، على واقع الترجمة بالغابون، حيث قالت إن العديد من الأعمال المترجمة هناك تفقد بريقها الأول الذي كتبت به تلك الأعمال لكون الترجمة لازالت تضر النص الأصلي، رغم كل محاولات المترجمين في الحفاظ على المعنى الذي يرغب في إيصاله كاتب النص الأصلي إلى القارئ. وفي الأخير، تطرق الكاتب الجزائري المغترب، عمارة لخوص، إلى كون الكاتب الذي يجيد اللغتين عليه أن يقوم بترجمة أعماله الأدبية بنفسه، وهو ما يفعله هو حيث يقوم بنشر أعماله باللغتين العربية والايطالية، وهذا الفعل هو ما ساعده على التمتع بحرية أكبر في اختيار الكلمات والأسلوب الذي ينقل بها نصوصه من لغة إلى أخرى دون قيود، عكس الكتاب الآخرين أو المترجمين الذين يجدون صعوبة في ذلك. هذا، وأشار لخوص إلى ضرورة محافظة المترجم على جمالية النص المراد ترجمته، محذرا في الوقت ذاته من الترجمة الحرفية للنص التي عادة ما تجعل النص خال من أي إبداع.