حذر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من حدوث هجرة جماعية لأساتذة الجنوب نحو الشمال، جراء ارتفاع مصاريف السفر في ظل ضآلة مبالغ التعويضات، التي تصرف بناء على المرسوم الصادر سنة 1966، والتي لا تتناسب مع الأسعار الجديدة لتذاكر الطائرات “الانباف” يطالب بتخفيضات في أسعار تذاكر الطائرات لعائلات عمال التربية مقترحا القيام بتخفيضات لكل عائلات عمال التربية مرة واحدة سنويا، تفاديا لتكرار سيناريو طلبات التحويلات، التي سجلت في ولاية تمنراست فقط 180 طلب تحويل، كما طالب “الانباف” بمراعاة خصوصية المنطقة الجغرافية في تحديد رزنامة الامتحانات الرسمية والعطل المدرسية. دعا المكلف بالإعلام على مستوى نقابة “الانباف”، من خلال تصريح ل”الفجر”، وزارة التربية الوطنية إلى إعادة النظر في المرسوم الصادر سنة 1966 الخاص بتعويض مصاريف السفر، موازاة مع التغيير الحاصل في أسعار وسائل النقل، خاصة ما تعلق منها بالطائرات، باعتبارها الوسيلة الأسهل للتنقل من ولايات أقصى الجنوب إلى الشمال، التي عرفت أسعار تذاكرها نقلة نوعية منذ 1966، إلى يومنا هذا، قائلا “إن هذه التعويضات جد هزيلة مقارنة مع أسعار تذاكر الطائرات حاليا، حيث يحرم العديد من الأساتذة من السفر والالتحاق بذويهم في الشمال على غرار أساتذة تمنراست”. وحول الموضوع ذاته، أوضح رئيس مكتب الاتحاد لولاية تمنراست، السيد حمنة، أن أساتذة الجنوب يفكرون في العودة إلى الشمال، جراء غلاء تذاكر الطائرات، التي يقدر ثمنها بين تمنراست والعاصمة مثلا، بأكثر من ثلاثة ملايين سنتيم للشخص الواحد، ما يتطلب أزيد من 15 مليون لعائلة تتكون من خمسة أفراد، في ظل غياب التعويضات، باعتبار أن هناك نقص في الأموال على مستوى مديريات التربية، حيث تشمل التعويضات البعض فقط من الأساتذة، مع العلم، أن هذه التعويضات تمس فردا واحدا فقط من العائلة، أي الأستاذ. وكشف حمنة عن مراسلات عدة تم توجيهها إلى الوزارة الوصية، وباقي السلطات للقيام بتخفيضات لأساتذة الجنوب ولو لمرة واحدة خلال السنة، من أجل تسهيل عملية التنقل، محذرا من حدوث هجرة كلية للأساتذة إلى الشمال، كما حدث سابقا حيث تم تسجيل في سنة واحدة أزيد من 180 طلب تحويل إلى الشمال، على مستوى ولاية تمنراست لوحدها، وهو ما يوضح قضية نقص الأساتذة بالجنوب، التي عطلت الدخول المدرسي في الجهة الجنوبية من الوطن، التي تؤثر مباشرة على نتائج التلاميذ في الامتحانات خاصة الرسمية. وتعتبر مشكلة تعويضات مصاريف السفر من أهم انشغالات التي تم طرحها على أشغال اجتماع المكتب الجهوي للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أول أمس، حيث خصص حسب بيان وقعه المنسق الجهوي شويحات يحيى، لتقييم دورات المجالس الولائية المنعقدة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر وكذا التطرق لأهم انشغالات موظفي القطاع بالمنطقة، التي على رأسها أيضا إشكالية تحيين المنح المتعلقة بالمنطقة الجغرافية ومنحة الجنوب. إضافة إلى الإسراع في إصدار القانون الجديد المتعلق بتسيير أموال الخدمات الاجتماعية، ورفع الهيمنة النقابية عنها وضرورة استفاد ة أبناء القطاع المعنيين بالمرسوم 95/300 المتعلق بمنحة الامتياز، إلى جانب الإسراع في تجسيد قرار رئيس الجمهورية المتعلق بالسكنات الوظيفية لولايات الجنوب، وفتح أبواب الحوار مع مدراء التربية في ولاياتنا، وعدم التضييق على حرية ممارسة العمل النقابي تجسيدا لقوانين العمل.