طرح ممثل الصالون الوطني للمناولة الصناعية "سانيست"، محمد شامي، فكرة دمج الصناعات المحلية في نسيج استثماري موحد، لذلك أعلن عن إقامة أول صالون "جزائري-جزائري"، ذو طابع "عكسي" بين الزوار المهنيين والعارضين خلال سنة 2011، من دون مشاركة الأجانب فيه محاولة تطبيق نمط المناولة الصناعية بين المؤسسات وتعميمه لاحقا على العائلات خلال تنشيطه، أمس، لندوة صحفية بقصر المعارض، الصنوبر البحري، مقر إقامة الصالون في طبعته الأولى بعد أشهر من الآن، ارتأى شامي أن تشارك المؤسسات الجزائرية، التي تمتلك رأسمال ورقم أعمال جزائري 100 بالمئة، في فعاليات الصالون، الذي يتخذ صبغة "عكسية" هذه المرة، ولأول مرة في الجزائر سيبحث العارضون عمّن يُموّنهم من خدمات وتقنيات صناعية وإنتاجية لمختلف استثماراتهم من جزائريين، دون حضور الأجانب ودون الحاجة إلى الخبرة الأجنبية، ويتولى الزوار البحث عن تسويق ابتكاراتهم وتنسيق الجهود مع مختلف الشركات الوطنية -من القطاعين العمومي والخاص- في إطار المناولة الصناعية، لإقامة صناعات تحويلية تتظافر فيها جهود كل جزائري بإمكانه أن يقدم فكرة أو خدمة تساهم في ترقية أو استحداث منتوج جديد، لا سيما قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهو النموذج المطبق بكثرة في الصين واليابان، بما أنها دول تعجّ بالكثافة السكانية وضيق المساحات، لذلك حولت شركاتها الصناعية في إطار المناولة الصناعية إلى مقرات تصنيع فقط، ويتم تموينها بالموارد الأساسية من قبل عائلات تشارك بخدماتها وحرفيتها في تصنيع بعض المواد التي تدخل في محتوى المنتوج. وهو النموذج الذي يبدو أنه يستهوي الجزائريين كثيرا، بالنظر إلى ضعف الأجرة الشهرية للموظفين، ولتوظيف البطالين والنساء الماكثات بالبيت. وسيتم تطبيق هذا النموذج في بدايته بين المؤسسات ومكاتب الخدمات والدراسات، وبعد نجاحه ستنظُر الجهات المعنية في كيفية تعميمه على الجمهور، ويقول شامي "اتخذنا صبغة عكسية في الصالون، فلن يعرض العارضون خدماتهم ومنتجاتهم كما هو معمول به سابقا، إنما سيستقبلون عروضا لشراء خدمات الزوّار المهنيين وإبداعاتهم، وربما اختراعات مدمجة، تخدم استثماراتهم الصناعية". وأشار شامي إلى مستوى الوعي الذي وصلت إليه المؤسسات المحلية ورغبتها في طرح المنافسة داخليا وخارجيا "يُعد الصالون فرصة للزوّار لإبراز قدراتهم المهنية في مجال التصنيع، ودمج أفكارهم في شركات مصنعة، مع تقديم خدمات أخرى تتعلق بالتسويق، طبعا وسيعرض العارضون مشاريعهم على الزوار لتأليف منتوج جزائري 100 بالمئة، من ناحية التصميم والإنتاج والتسويق". وتبقى أهداف صالون "سانيست" متوقفة على مدى قدرة الزوّار في تقديم خدمات وصناعات مدمجة تنافسية، بإمكانها ترقية المنتوج المحلي، في محاولة للتصدير وتخفيض فاتورة الاستيراد، وترقى إلى مستوى الدولية من حيث المعايير، وبغرض إرضاء المؤسسات العارضة في الصالون.