أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، عن تشكيل هيئة عليا لدعم الوحدة والاستفتاء فى الجنوب برئاسته على أن ينوب عنه نائباه الفريق أول سلفاكير ميارديت، رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية وعلى عثمان محمد طه ونقلت تقارير إخبارية عن الرئيس البشير قوله خلال لقائه الليلة الماضية بقادة الأحزاب السياسية ”إن الهيئة العليا للاستفتاء ودعم الوحدة تتكون من 11 لجنة أبرزها لجنة الوحدة الوطنية، لجنة العمل الخارجي، لجنة تنسيق المبادرات الشعبية.. على أن تعمل كل اللجان في تعزيز الوحدة الوطنية وجعلها خيارا واحدا لأهل السودان كما جاءت في اتفاقية السلام الشامل، الموقعة عام 2005. كما بحث البشير وقادة الأحزاب السياسية إمكانية تهيئة الأجواء لإجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب في مطلع جانفي المقبل واختيار رؤساء اللجان المكونه للهيئة على أن تبدأ اللجان عملها عقب الاجتماع مباشرة وتجتمع بصورة موسعة بعد عطلة عيد الأضحى المبارك. وكان شريكا اتفاقية السلام الشامل في السودان /المؤتمر الوطني والحركة الشعبية/ قد بدآ أول أمس الأحد اجتماعات بحضور المبعوث الأمريكي للسلام في السودان سكوت غرايشين وهايلي منكريوس ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وتهدف هذه الاجتماعات إلى مناقشة عدد من الموضوعات على رأسها قضية منطقة أبيي الغنية بالنفط والإجراءات المتعلقة بالاستفتاء في الجنوب وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب. وفي تطور مواز، عرضت الولاياتالمتحدة شطب السودان من لائحتها للدول الراعية للارهاب بشكل مبكر في محاولة لتسوية الخلافات بين شمال البلاد وجنوبها تمهيدا للاستفتاء المقرر في جانفي والذي قد يقود الى تقسيم البلاد. وهذا الاقتراح الذي لا يتوقع ان يؤثر على العقوبات الامريكية المفروضة على الخرطوم بسبب الوضع في دارفور، قدمه السناتور جون كيري باسم الرئيس باراك اوباما خلال محادثاته مع مسؤولين سودانيين في نهاية الاسبوع. وقال مسؤولون كبار للصحافيين إن الادارة الامريكية اتخذت قرارا ”بتسريع عزمنا على ازالة صفة الدولة الداعمة للارهاب عن السودان اعتبارا من جويلية 2011”. وتابع المسؤولون إن هذا القرار سيطبق بشرط أن تعد الخرطوم وتنظم ”في التاريخ المقرر استفتاء شفافا حول وضع جنوب السودان”.وبين جانفي وجويلية يتعين على الخرطوم أن تطبق أيضا ”كل الاتفاقات المناسبة في مرحلة ما بعد الاستفتاء بما يتعلق بامور مثل ترسيم الحدود وتقاسم عائدات النفط والعملة والجنسية وقضايا أخرى”.وكان كيري أعلن الاحد من الخرطوم أنه سلم ”خارطة طريق” من أجل حل الخلافات بين شمال البلاد وجنوبها قبل استفتاء جانفي. وقال كيري الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي ”طلب مني الرئيس (الامريكي باراك) اوباما الحضور الى هنا مع مبعوثه الخاص (سكوت) غريشن ومستشارة البيت الابيض لشؤون الامن ميشيل غافين لتقديم اقتراحه الخاص”. وأضاف أمام الصحافيين في الخرطوم ”اقترح الرئيس اوباما خارطة طريق لحل (مسألة) أبيي وغيرها من المسائل”، ولم يقدم تفاصيل إضافية حول خارطة الطريق. والسبت التقى كيري الذي زار السودان في الشهر الفائت نائب الرئيس علي عثمان طه ومستشار الرئيس عمر البشير غازي صلاح الدين قبل التوجه إلى جوبا للقاء رئيس جنوب السودان، سالفا كير لاحقا استقبله في الخرطوم المستشار الرئاسي نافع علي نافع قبل أن يغادر البلاد. وقررت الولاياتالمتحدة الاثنين تمديد عقوباتها الاقتصادية على السودان لعام على الاقل، واصفة أعمال وسياسة النظام السوداني بأنها ”ضد مصالح الولاياتالمتحدة”.