تهديد زعيم القاعدة في بلاد المغرب للحكومة الفرنسية بقتل الرهائن الفرنسيين الخمسة إذا لم تنسحب فرنسا من أفغانستان، هذا التهديد يذكّرنا بالتهديد الذي أطلقه ذات يوم أحد قادة الجيا في الجزائر حيث قال لشيراك.. رئيس فرنسا: أسلم تسلم! لكن تهديدات مسؤول القاعدة في بلاد الساحل لفرنسا هذه المرة فيها نبرة خاصة وينطوي التهديد هذا على وضع خاص وجدت فرنسا نفسها فيه بفعل سياسة الرعونة التي اتبعتها فرنسا في التعامل مع مسألة أمن الساحل ودوله! بالتأكيد فإن فرنسا لا يمكن أن تقبل بأن يصبح قرار تحريك قواتها في العالم رهينة عند القاعدة! ولكل فرنسا أيضا لا يمكن أن تنجو من الوضعية المؤسفة التي وجدت نفسها فيها في منطقة الساحل بفعل سياسة سركوزي الخارجية والتي كانت أكثر من استفزازية لدول الساحل! فرنسا التي شجعت حكاية الفدية لتحرير الرهائن ها هي تجد نفسها أمام ما هو أخطر من الفدية! فماذا سيفعل سركوزي مع هذا القاعدي في الساحل الإفريقي الذي طلب منه ومن فرنسا أن تتفاوض مع بن لادن لإطلاق سراح الرهائن الفرنسيين في صحراء دول الساحل الإفريقي! المفاوضات مع الإرهاب لتحرير الرهائن الذي بدأته فرنسا محليا في الساحل.. ها هو يتحول إلى حالة عالمية.. وهذ ما كانت الجزائر تحذّر منه.. ولكن فرنسا كانت ترى في نفسها القوة التي لا يمكن أن يناقشها أحد فيما يفعل بدول إفريقيا الساحل جنوب الصحراء. تصدير القاعدة للحل إلى كابول يعني أن فرنسا قد ضّيعت كل شيء في هذه المنطقة.. وعليه أن تتحمّل مسؤولياتها في أحد الحلين أحلاهما مر كطعم العلقم! هل تأكد الرأي العام الفرنسي الآن بأن فرنسا تستحق رئيسا وحكومة أفضل من هذه التي أدّت إلى هذا الوضع الذي عليه فرنسا الآن؟!