التهديد الذي أطلقه تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بقتل الرهينة الفرنسي في حال لم تتدخل باريس لإطلاق سراح أربعة إرهابيين من عناصره المسجونين لدى مالي، أثارت حالة من الفزع وسط الدوائر الفرنسية المتخصصة في قضايا الإرهاب، ودفع الأمر ببعض هؤلاء، على غرار القاضي الفرنسي المعروف والمتخصص في قضايا الإرهاب جان لوي بروغيير إلى التأكيد بأن تنظيم درودكال قد أصبح أقرب وأكبر خطر يهدد فرنسا. أكد جان لوي بروغيير قاضي الإرهاب الشهير بفرنسا في تصريحات خاصة لموقع »إسلام أون لاين« أن قاعدة بلاد المغرب الإسلامي أصبحت تمثل أكبر وأقرب خطر يهدد فرنسا، مضيفا: بأن هذا التنظيم هو امتداد للجماعة السلفية للدعوة والقتال والجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا)، وبالرغم من الضربات التي تلقاها في الآونة الأخيرة من السلطات الجزائرية فإنه وجد ملجأ له في منطقة الصحراء الشاسعة. و من جهتها اعتبرت الخبيرة الفرنسية في قضايا الإرهاب، آن جوديشلي، أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي هو أكبر تهديد لفرنسا في الوقت الحالي، وتابعت تقول بأنه »لا يجب أن نستهين بالتهديدات، خاصة أن فرنسا تعيش على وقع جدل منع النقاب، وهو ما يعتبره التنظيم اعتداء على المسلمين في فرنسا«. ويعتبر العديد من المتتبعين والمهتمين بالقضايا الأمنية أن إدراج باريس الجزائر ضمن قائمة مشكلة من 24 دولة، يخضع مواطنوها لإجراءات استثنائية وجد متشددة عند نزولهم بالمطارات الفرنسية، هو أكبر دليل على مخاوف باريس من أن تتعرض إلى عمليات إرهابية انتقامية من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، علما أنه سبق لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي أن هدد بضرب المصالح الفرنسية في حالة منع النقاب، وقال في بيان أصدره في جويلية الماضي وأطلق عليه: »فرنسا أم الخبائث«، ووقعه أمير التنظيم عبد الملك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود: »أما نحن المجاهدين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي فقد عاهدنا الله على ألا نسكت على هذه الاستفزازات والمظالم، وسننتقم لأعراض بناتنا وأخواتنا من فرنسا ومن مصالحها بكل وسيلة تحت أيدينا وفي كل مكان تيسر لنا الوصول إليه متى واتتنا الفرصة لذلك حتى تكف فرنسا عن ظلمها ورعونتها وتنتهي عن عدوانها وصلفها«، ويرتقب أن تقدم لجنة خاصة في الجمعية الفرنسية » البرلمان « توصياتها نهاية الشهر الحالي بشان منع البرقع في الأماكن العامة. ويبدو أن هاجس التفجيرات الفرنسية التي استهدفت مترو الأنفاق في باريس سنة 1995 والتي نفذتها الجماعة الإسلامية المسلحة » الجيا «، لا تزال تلقي بظلالها على فرنسا التي تخاف من عودة شبح التفجيرات الإرهابية، كتلك التي شهدتها مدريد ولندن، لكن ومن وجهة نظر أخرى يرى بعض المتخصصين في الملف الأمني أن الهواجس الأمنية التي يثيرها بعض الخبراء الفرنسيين غير مبررة مع التراجع الكبير لقوة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي حتى داخل الجزائر، وبحسب هؤلاء دائما فإن عمليات خطف الرهائن، كما حصل مؤخرا مع الرهينة الفرنسية ومع ثلاثة إسبان تفسرها عوامل أخرى، لعل أهمها هو سعي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى نقل نشاطاته إلى بعض دول الساحل الإفريقي بحكم شساعة وضعف الدولة في هذه المنطقة، وبحثا عن المال الذي يتم تحصيله عبر الفدية، خاصة وان العديد من الدول الغربية تدفع بسخاء كبير للزمر الإرهابية من أجل إطلاق سراح رعياها.