أبرزت تقلبات الجو والزوابع الرملية القوية والمتكررة على مختلف مناطق الجلفة، التي تعرف الكثير منها حالة تصحر كبيرة، أنه من الصعب التحكم فيها، حيث أصبحت الرمال تغطي جل مساحتها. وقد ساهم الجفاف في بعض المناطق في ارتفاع نسبة التصحر في ظرف وجيز وباتت الزوابع الرملية تصاحب هبوب الرياح، ما يؤدي إلى تردي الرؤية ومعاناة المواطنين على امتداد ثلاثة فصول كاملة من السنة، كما يلاحظ أن الرمال أصبحت تغطي بعض شوارع عاصمة الولاية وأزقتها رغم عمليات التنظيف والتهيئة التي تشهدها دوريا. وتعد حاسي بحبح وعين وسارة أحسن مثال على سرعة انتشار التصحر وتراجع المساحات الخضراء، رغم المحاولات لمواجهة هذه الظاهرة التي تميز المنطقة بعد اختفاء اللون الأخضر وحلول اللون الأصفر في مناطق اشتهرت باخضرارها وصلاحية أراضيها للفلاحة، وفي نفس الوقت اقترابها من عاصمة البلاد بمسافة تصل إلى 200 كلم. إذا كان نقص الماء يلعب دورا في تشجيع هذه الظاهرة، يضاف إليها محدودية النشاط الفلاحي رغم أهمية البرامج الممنوحة للولاية سواء القطاعية أوالمخصصة من طرف محافظة تنمية السهوب، زادت هي الأخرى من رقعة التصحر، حيث أشارت الخريطة الوطنية لمعاينة التصحر العام الماضي أن ولاية الجلفة تسجل أكثر من 60 بالمائة في بعض المناطق المتصحرة أغلبها في جنوب الولاية، وهو ما يؤكد حدة انتشارها من سنة إلى أخرى رغم مختلف البرامج التي تفيد أنها تطمح لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها، ويتضح أن الغطاء النباتي تضرر كثيرا خصوصا أمام انتشار ظاهرة الحرث العشوائي والرعي المفرط ، ويلاحظ بلوغ الرمال حواف عاصمة الولاية. كما أن المنطقة الفاصلة بين بلديتي عين المعبد و حاسي بحبح شهدت تشكيل كثبان الرمال.