أدانت محكمة الجنايات بمجلس البليدة، المسمى ”م. محمد” بالسجن النافذ لأربع سنوات، بعد تورطه في قضية أبرزت إلى السطح سلوكات يندى لها الجبين، بات العنف فيها سيد الموقف.. حتى وإن كان البعض يسهل على المجرمين عملهم بارتياد أماكن مشبوهة. كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة مساء ذات الفاتح من شهر نوفمبر من السنة الماضية.. المكان حديقة بيزو بباب الرحبة في البليدة، والضحيتان شاب وصديقته كانا يتسامران بعيدا عن الأعين، والبقية معروفة.. تقدم المتهم الأول (م. محمد) الملقب ب”تيكا تيكا” ومحاولته اختطاف الفتاة، ليواجه رفقة شريكيه الإثنين تهما بالخطف والتعذيب والسرقة مع سبق الإصرار، وحمل سلاح محظور، وجنحة عدم الإبلاغ عن الجناية المذكورة، والمشاركة في نفس الأفعال. التفاصيل التي جاءت على لسان الضحية (ح. نادية )، أشارت إلى أنها كانت رفقة صديقها عندما باغتهما المتهم الأول وقام بإمساكها من ذراعها، إلا أن مرافقها حاول الدفاع عنها، فتلقى ضربة أسقطته أرضا، كما نالت هي أيضا حظها من اللكمات عند محاولتها الإفلات من قبضة المعتدي، الذي تمكن في الأخير من إدخالها عنوة إلى السيارة التي كان يقودها (د. فريد)، الذي توقف بعد وصولهما إلى منطقة معزولة، مقررا التراجع عن هذه العملية، ما جعل المسمى ”تيكا تيكا” ينزل الضحية من المركبة ويقوم بجرها أرضا متسببا لها في عدة جروح وكدمات. أكدت الضحية أيضا أمام مصالح الضبطية القضائية أن شقيق المتهم الذي كان برفقته حاول منعه، لكن هذا الأخير رفض الإنصياع له، ولم يرجع عن مخططه إلا بعد تلقيه اتصالا من صديق له يؤكد أن مصالح الأمن بصدد البحث عنه بعد تلقيها خبرا من جموع المواطنين الذين شهدوا تلك الواقعة، وهو ما جعله يدبر خطة لإرجاع الضحية إلى أهلها، وهو يتوسلها ألا تكشف عن هويته، واعدا إياها بتعويضها عن كل ما أخذه منه. وعاد أدراجه إلى وسط المدينة أين التقى بالمتهم الثالث (ش. محمود) وطلب منه أخذها للمستشفى، كما أوصاه بالتوسط لدى صديقها لعدم تبليغ مصالح الأمن. عملية التوسط والمفاوضات امتدت إلى والدة المتهم، التي تقربت من عائلة الفتاة بغية تسوية الأمر وديا، غير أن الأمور لم تسر بذلك الشكل، وتم فتح تحقيق أمني في الواقعة.. في الوقت الذي رفض المتهم الرئيسي الإعتراف بما نسب إليه، مدعيا أن صديق الفتاة يحاول الإيقاع به بطلب من طرف آخر يوجد في المؤسسة العقابية لتصفية حساب قديم، بينما قال المسمى (ش. محمود) إنه حاول مساعدة الضحية بعد أن طلب منها مسايرة صديقه، واعدا إياها بأنه سيعمل على تحريرها من قبضته.. ليأتي حكم هيئة المحكمة السابق ذكره، والذي نص على تبرئة المتهمين الآخرين من كل ما نسب إليهما، بعد أن جاءت شهادة الضحية لصالحهما.