يناقش البرلمان الأوروبي اليوم الأربعاء الوضع في الأراضي الصحراوية المحتلة، لاسيما بعد الهجوم الدامي الذي شنته قوات الاحتلال المغربية ضد مخيم الحرية الصحراوي قرب مدينة العيونالمحتلة وذلك في جلسة خاصة تقدم خلالها المفوضية الأوروبية تقريرا مفصلا عما جرى في العيونالمحتلة، ويستمع فيها لوزير خارجية الجمهورية الصحراوية محمد سالم ولد السالك وتتم مساءلة نظيره المغربي الفاسي الفهري حول تدخل بلاده العنيف ضد الصحراويين. يعقد البرلمان الأوروبي حاليا دورة (من 22 إلى 25 نوفمبر) بستراسبورغ (فرنسا) سيصوت خلالها على لائحة تدعو المغرب إلى تقديم توضيحات حول ما حدث في مخيم الحرية الصحراوي بمدينة العيونالمحتلة، وكذا حول احترام حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، وذلك وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الصحراوية. وستقدم المفوضية الأوروبية العليا خلال هذه الدورة، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية، اليوم، تقريرا مفصلا عن أحداث العيون، يسلط الضوء على القمع المغربي والتجاوزات التي ارتكبت في حق الصحراويين خلال أحداث مخيم الحرية بالعيون، وستكون الجلسة فرصة لكل الأحزاب السياسية النشطة في أوروبا للتدخل وإبداء موقفها في ملف الصحراء الغربية لقرب القضية الصحراوية السياسي والجغرافي من القارة الأوروبية. ومن المقرر أن تستمع لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأوروبي في جلسة خاصة لوزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، حول الوضع في الصحراء الغربية والأحداث الأليمة التي عرفها مخيم الحرية في مدينة العيونالمحتلة، كما تم استدعاء وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري لمساءلته حول التدخل المغربي العنيف ضد الصحراويين. وكانت جبهة بوليساريو آخذت، الأربعاء، على فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن معارضتها، الثلاثاء، ”بشدة” الإرسال ”السريع” لبعثة تحقيق إلى الصحراء الغربية.وردت باريس بانها تنتظر نتيجة التحقيقات المغربية حول الصدامات الأخيرة قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية. وقالت مساعدة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية كريستين فاغ ”في ما يتعلق بالمناقشات في مجلس الأمن، فقد طرحت بمبادرة من أحد الوفود مسألة احتمال إرسال بعثة تحقيق لكن المجلس لم يأخذ بها”. وعن سبب عرقلة باريس في الأممالمتحدة لإرسال بعثة تحقيق، اكتفت الممثلة الفرنسية بأن ”المغرب أعلن فتح تحقيقات تتعلق خصوصا بالضحايا المدنيين ونحن ننتظر نتائجها”. وأضافت المتحدثة الفرنسية أن ”فرنسا تأسف للصدامات البالغة الخطورة التي وقعت في العيون وأسفرت عن عدد كبير من الضحايا”، مؤكدة أن بلادها ”تتابع باهتمام كبير الوضع في الصحراء الغربية”. وكان مجلس الأمن أعرب عن ”أسفه لأعمال العنف” لدى إزالة مخيم للصحراويين كانوا يحتجون على ظروفهم المعيشية، ودعا الرباط وجبهة البوليساريو إلى ”إبداء مزيد من الإرادة السياسية لإيجاد حل”. للإشارة فإن المغرب حاول نهاية الأسبوع الفارط، على لسان وزير خارجيته، الفاسي الفهري، تبرئة جيشه من المجزرة التي ارتكبها في مخيم أكديم إيزيك، حيث عمد إلى تقديم ما سماه ”توضيح” بمقر البرلمان الأوروبي، قلل فيه من خطورة الهجوم وعدد الضحايا الذين اختصرهم في 11 قتيلا من قوات الأمن، فيما تحدثت شهادات إعلامية أجنبية عايشت الهجوم المغربي على المدنيين في العيون عن وقوع إبادة جماعية بالمخيم، حيث كانت الناشطة الإسبانية إسابيل تيراثا والناشط المكسيكي أنتونيو فيلاثكيث كشفا عن شهادة تظهر تعرض المدنيين الصحراويين بمخيم أكديم إيزيك ”لإبادة جماعية” على يد قوات الجيش الملكي المغربي. وحسب ما نشرته الخميس الصحف الإسبانية ونقلته وكالة الأنباء الصحراوية، فقد كانت الناشطة الإسبانية والمكسيكي أنطونيو فيلاثكيث داخل مخيم أكديم إيزيك ساعة الهجوم من طرف الجيش المغربي، وتمكنا من توثيق الدقائق الأولى من الهجوم على سكان المخيم العزل. ووصفا ما حدث بالإبادة الجماعية ارتكبها الجيش المغربي في حق المدنيين الصحراويين في مخيم العيون.