ذكر الفاعلون في القطاع الإقتصادي، خلال مناقشتهم لملف الإنتاج الزراعي ورهان الأمن الغذائي، محور الملتقى الدولي الذي احتضنه على مدار يومين مسمع "سيدي عاشور" بجامعة باجي مختار بعنابة، والذي حضره أساتذة من جامعات الجزائر وتونس، على المؤشرات الحقيقية التي من شأنها تعزيز القطاع الغذائي في البلدان النامية التي تعاني خلال الأشهر الأخيرة من مشكل عدم التوازن في ميزان الإنتاج والإستهلاك، لأنه - حسب المختصين - هناك فجوة بين كل ما ينتج وما يستهلك، وبالتالي أصبح الأمن الغذائي في خطر، خاصة أن دول العالم الثالث تعتمد على الخارج لتوفير الغذاء لشعوبها، الأمر الذي زاد في تأزم قضية الإكتفاء الذاتي. وفي سياق متصل، يقول الدكتور ماضي بلقاسم إن الدول النامية، من بينها الجزائر، أغلبهم يتوفر على الأراضي الزراعية الخصبة التي تساهم في تفعيل الإقتصاد الوطني ورفع مستويات الإنتاج الوطني والنهوض بالقطاع الأخضر، إذا كان للحكومات نية لاستحداث استراتيجية خاصة باستغلال هذه الأراضي وفق برامج الدعم الفلاحي والإستثمار الحسن، أي البحث عن مختصين لخلق آليات جديدة تقوم على تثمين مهارات الفلاحين الذين يمكلون خبرات. وبلغة الأرقام قال ذات المصدر إن الإنتاج الزراعي المحلي من شأنه أن يعزز ويحقق الإكتفاء الذاتي بنسبة 80 بالمائة، وتصدير 30٪ من المنتوجات الزراعية المحصلة من الأراضي الخاصة، كل هذا.. يضيف السيد ماضي، يعمل على توفير العملة الصعبة ورفع معدل مداخيل وعائدات القطاع المحروقات. وعلى صعيد آخر حذر المختصون من تراجع مساهمة الدول الأوروبية المجدولة في خانة تصدير بعض الموارد الأساسية للدول المتخلفة، وذلك بسبب شح أراضيها عن توفير الإكتفاء الذاتي لها، وهناك دول أخرى ستتوقف عن عمليات التصدير، وهذا ما يؤشر إلى حدوث اختلال في توازن القطاع الغذائي.