يضحك الناس على الملهاة الدونكيشوتية الجارية هذه الأيام في الأفالان! حزب كامل بمؤتمره وقيادته التاريخية وغير التاريخية لم ينتبه إلى أن أمينه العام قد قام بالسطو على شعار الحزب الحاكم في السودان وجعله شعارا لحزبه في المؤتمر الأخير! والمصيبة أنه استأذن من الرئيس عمر البشير بأن يجعل هذا الشعار شعارا لحزبه! حتى لا يقال إنه سرق هذا الشعار! كما يسرق الأطفال الصغار في الروضة بعض العبارات من بعضهم البعض! السودان يعقد مؤتمر حزبه الحاكم تحت شعار: "حزب قائد في بلد رائد"! والأفالان تعقد بعده مؤتمرها تحت نفس الشعار! هل حقيقة أن الحزب الرائد في الجزائر يريد أن يجعل الجزائر دولتين كما جعل حزب السودان الرائد من السودان دولتين؟! لست أدري! لكن الأكيد أن الأفالان أصبحت بالفعل تعاني محنة حقيقية حيث أصبحت تستورد الشعارات من السودان كما نستورد المانڤا والفول السوداني..! هذه القضية وحدها تستحق عزل صاحبها عن كل مهام سياسية لأنها فضيحة ليست ككل الفضائح! والمضحك أكثر هو أن الأفالان وصل بها الحال السيئ إلى اقتباس نظام الهيكلة الذي يعتمده الحزب الحاكم في مصر وتطبيقه على الهيكلة في الحزب العتيد.. وأخذت هذه الهيكلة بتسمياتها المصرية مثل تعبير "أمين السياسات" وتعبير "أمين المال والأعمال"..! فمتى كانت جبهة التحرير التي تتشكل من الغلابى تقوم بالاهتمام برجال المال والأعمال وتفرد لهم أمانة؟! وهكذا انتقلت إديولوجية الأفة من تعبير: "أمانة الغلابى" إلى أمانة "علي بابا"!؟ وليت الأفالان سطت على أفكار وتنظيمات أحزاب ناجحة مثل حزب بن علي مثلا.. بل سرقت هيكلة وشعارات من أحزاب فاشلة في مصر والسودان..! وهذا معناه أن الأفالانيين لا يعرفون سرقة الأفكار ويحسنون فقط سرقة المال.. وتلك هي مصيبة الجزائر!