كشفت مفتشية البيطرة لولاية سوق أهراس أنها سجلت 30 حالة للحمى المالطية لدى الأبقار في بلديات دائرتي المشروحة وسدراتة منذ شهر جانفي الماضي، حيث تم ذبح 26 منها في انتظار استكمال الإجراءات الإدارية لذبح الباقي. ورغم هذه الإصابات فإن استهلاك حليب الأبقار ظل يتزايد باستمرار في ظل الندرة الحادة التي تشهدها أكياس الحليب والتي إن وجدت فتباع بأضعاف ثمنها الحقيقي أو بالمحسوبية، وهو ما يؤرق المواطن المستهلك الذي أصبح يبحث عن بديل، حيث وجد في حليب الأبقار المخرج المؤقت من الأزمة بالرغم من عدم يقينه أن هذه المادة خالية من أي إصابة، علما أن هناك من يسوّق الحليب دون خضوعه إلى المراقبة البيطرية، حيث يتعمّد المنتجون الصغار بيع منتوجهم غير المعتمد إلى المنتجين الكبار الحائزين على اعتمادات من المصالح البيطرية، وبذلك يختلط المنتوج غير المراقب بالمنتوج المراقب ويسوق إلى المواطنين، ما قد يعرض صحتهم إلى الخطر. مع الإشارة إلى أن المصالح البيطرية تؤكد دوما أن العدوى من داء الحمى المالطية لا ينتقل عن طريق استهلاك لحم الرؤوس المصابة، وإنما ينتقل عن طريق استهلاك الحليب وهو الخطر الذي ما زال يهدد المواطنين في كل لحظة في ظل غياب الرقابة المشددة، خاصة على صغار المنتجين الذين يختفون بمنتوجهم وراء كبار المجمّعين لمادة الحليب. وقد ناشد رئيس التعاونية الفلاحية للخدمات ناحية سوق أهراس السلطات المحلية للتدخل العاجل لمراقبة الحليب الذي يسوّق مباشرة إلى الملبنات دون مراقبة صارمة تحافظ على صحة المستهلك. للإشارة، يبقى الرقم الذي قدّمته مصالح البيطرة حول عدد الأبقار المصابة بهذا الداء بعيدا عن الواقع خاصة وأن عددا من المربين يخشون التصريح بالإصابات المسجلة عندهم خوفا من ذبحها من جهة، ومن الإجراءات الإدارية الطويلة لتعويضهم، علما أن المبالغ التي تقدم لهم لا تغطي ثمن الرأس المذبوح فضلا عن أن بعضهم لا يقوم بتأمين مواشيهم وبالتالي فعند الإصابة لا يقومون بإشعار أي جهة وهو خطر مضاعف على حياة المستهلك.