اختار والي ولاية برج بوعريريج، السيد عز الدين مشري، أن تكون أول محطة لسلسلة زياراته الميدانية والتفقدية، للاطلاع على واقع التنمية بالولاية بعد تنصيبه على رأس ولاية برج بوعريريج، دائرة المنصورة التي خصها رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء الهيئة التنفيذية والسلطات المدنية والعسكرية، بزيارة عمل إلى بلديتي بن داود وحرازة الواقعتين في أقصى غرب عاصمة الولاية، وهي الزيارة التي مكنته من الوقوف عن قرب على جملة من المشاريع والمنجزات، كما كانت هذه الخرجة فرصة للمسؤول الأول عن الولاية للاستماع لانشغالات المواطنين عبر بلديات المذكورة. وخلال هذه الزيارة وقف والي الولاية على الحالة السيئة للعيادة المتعددة الخدمات ببلدية بن داود التي تتوقف عن العمل بمجرد هطول الأمطار، وهوالموقف الذي أدى بوالي الولاية إلى الإدلاء بتصريح أكد فيه أن قطاع الصحة بالولاية مريض ويعاني ويتطلب إعادة تهيئة وتأطير، وهي الالتفاتة التي من شأنها تشجيع الأطباء والممرضين على العمل في تلك المناطق النائية. ومن جهته، أكد رئيس المجلس الشعبي الولائي، السيد بشير وشن، أن هناك 19 عيادة على مستوى الولاية مرشحة للترميم خصص لها غلاف مالي يقدر ب 11 مليار سنتيم، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد. كما استمع والي الولاية إلى انشغالات المواطنين القاطنين بالقرى التي تفتقر إلى أدنى الضروريات، على غرار قنوات الصرف الصحي بقرية عين النوق التي يقطنها 4000 نسمة، وهو الأمر الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى وقوع نزاعات قضائية، حسب تصريحات السكان لوالي الولاية، وهذا بسبب التسربات وصعوبة التخلص من مياه الصرف الصحي. كما استمع السيد مشري إلى انشغالات المواطنين الذين تطرقوا إلى المعاناة التي يعيشونها يوميا، في الوقت الذي أكد فيه أنه عازم على القضاء على كل أشكال البيروقراطية. محذرا من غلق أبواب الإدارة في وجه المواطن، سواء من طرف المديرين أو رؤساء الدوائر أو رؤساء البلديات. مؤكدا أنه سيتخذ إجراءات ردعية ضد كل من يقوم بهذا التصرف. مشيرا إلى أن التصرفات التي يلجأ إليها المواطن كغلق الطرقات والاحتجاجات سببها عدم تواصل الإدارة مع المواطنين. وللإشارة، فإن أية نقطة حل بها والي الولاية بكل من قرى الصمة، بن داود، القصابية، عين النوق، حرازة وفظالة، استمع فيها للمواطنين الذين ناشدوا وطلبوا المسؤول الأول عن الولاية التفاتة اليهم، خاصة وأن تلك القرى التابعة للبلديتين المذكورتين تعد من أبعد وأفقر القرى على مستوى الولاية، ومن أهم الانشغالات التي تكررت عبر هذه القرى، المطالبة بتزويدها بحصة من السكن الريفي، خاصة وأن بعض القرى تضررت من الزلزال الأخير الذي ضرب شمال المسيلة وجنوب برج بوعريريج، بالإضافة إلى الغاز الطبيعي، خاصة وأن البلديتين معروفتان بمناخ بارد وتضاريس صعبة، وانهما من بين خمس بلديات متبقية سيتم ربطها بشبكة هذه المادة الحيوية، بالإضافة إلى مطلب توفير شبكة المياه، هذه الأخيرة التي كشف بشأنها الوالي أنها ستكون متوفرة بعد تجسيد مشروع التحويل الضخم للمياه من سد تيلسديت التابع لولاية البويرة، وهذا باعتباره الحل الوحيد والنهائي. كما طالبوا بتهيئة بعض الطرقات التي تعتبر من أولويات السكان بهدف فك العزلة. ورد والي الولاية على المواطنين، بأن السلطات ستنظر في مطالبهم وسيتم تجسيدها حسب الأولويات وبالإمكانيات المتوفرة. مؤكدا على دعم حصص البلديات المذكورة بالسكن الريفي والعمل على توزيعه بالعدل.وطالب الوالي بضرورة إحصاء السكان غيرالمستفيدين من السكن الريفي، خاصة ممن تضرروا من الزلزال، وكذا إشراك ممثلين عن المواطنين في عملية التوزيع.هذاوأثناء وقوفه على سير بعض المشاريع، لاحظ الوالي أن البعض منها لا يتوفر على دفاتر الورشات وأمر بمتابعة كل المشاريع وألزم الجهات المعنية بإعداد دفاتر لكل مشروع. مكررا عدم تسامحه مع التأخير والتجاوزات في نوعية الإنجاز التي يقوم بها المقاول، على غرار مشروع إنجاز طريق بالمنطقة الذي أخل فيه المقاول ببعض الالتزامات، حيث هدد الوالي بوضعه ضمن القائمة السوداء وأمر بتوجيه إعذار أخير له لإكمال المشروع المهم، ومن أهم القرارات التي اتخذها والي الولاية، تعيين ممرض دائم بقاعة العلاج بعين النوق، واقتراح توسعة مدرسة، بالإضافة إلى الالتزام بمرافقة الشباب المبادر في إطار برامج التشغيل، ناهيك عن منحه مبلغ 50 مليون سنتيم لتهيئة مقبرة بعين النوق كذلك. وبخصوص الدعم الفلاحي، وعد الوالي بتنقل مديري الفلاحة والغابات إلى المنطقة للنظر في إمكانيات الدعم بالمشاريع الفلاحية. وللإشارة، فإن هذه الخرجة الميدانية دامت حوالي 12 ساعة كاملة بسبب ما اطلع عليه والي الولاية بالبلديتين.