وصفت برقية استخباراتية صادرة عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بباماكو، مالي بالتلميذ النجيب في مكافحة قاعدة المغرب الإسلامي بمنطقة الساحل، على اعتبار أنها دافعت بقوة عن التواجد العسكري الأمريكي على ترابها، كما كشفت البرقية عن رفض باماكو لتنديد الجزائر بالتدخل الأجنبي لتحرير الرعايا الأجانب في نوفمبر 2009. ذكرت، أمس، وثيقة مسربة عبر موقع ويكيليكس، أن الكيل بمكيالين الذي كانت تعتمده السلطات المالية في ملاحقة عناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، رغم أن مالي عرفت أكثر حالات احتجاز الرعايا، جعلت من السفير الأمريكي بالعراق مؤيدا قويا ومتضامنا مع الرئيس المالي، الأمر الذي دفع أمادو توري إلى إبداء رغبة كبيرة في التواجد العسكري الأمريكي على تراب بلاده، وأشارت الوثيقة إلى أن باماكو دافعت بكل شراسة من أجل مضاعفة المساعدات الأمريكية. كما أبرزت ذات البرقية أن الرئيس المالي اشتكى السفير الجزائري بباماكو، للدبلوماسيين الأمريكيين خلال شهر نوفمبر 2009، على خلفية التنديد المتواصل للجزائر بالتهاون المالي في تطبيق خارطة طريق اتفاق دول الساحل الداعي إلى رفض التدخل الأجنبي في ملاحقة بقايا الجماعات الإرهابية بالساحل، وذلك عقب إعلان الجزائر في العديد من المرات ولا زالت، رفضها السماح لقوات أجنبية بالتدخل في منطقة الساحل، وترك مشاكل المنطقة للدول المعنية. وكشفت الوثيقة الصادرة عن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالعاصمة المالية، عن تدوين باماكو احتقار الجزائر للتدخل الفرنسي بمالي لتحرير رهائنها، إيمانا من الجزائر بأن أي تدخل أجنبي تحت تبرير مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل سيزيد الأمر تعقيدا. وحملت الوثيقة شبه تأكيد على تذبذب سياسة دولة مالي في مكافحة الإرهاب والتزامها بتعهداتها مع شركائها من دول الساحل، وخصوصا الجزائر.