لم يدرك زوّار مبنى محيي الدين بشطارزي، ليلة أول أمس، بأنهم على سطح الأرض، إلا عند خروجهم في حدود الساعة العاشرة مساء، من سهرة افتتاح الدورة الثانية للمهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية. أكثر من 750 شخص (عدد مقاعد المسرح الوطني) سافروا مع الموسيقى الكلاسيكية المحترفة لموسيقيين عالميين، افتتحوا ليلة الخميس أول سهرات الطبعة الثانية من المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية، المستمرة إلى غاية يوم 14 ديسمبر الجاري، وفي طياتها برنامج موسيقى مكثف، يشمل مشاركة عازفين محترفين من 18 دولة، بما فيها إسبانيا ضيفة شرف هذه الطبعة، حيث عرف حفل الافتتاح، بعد كلمة محافظ المهرجان عبدالقادر بوعزارة، حفلا مشتركا بين الأوركسترا السيمفونية الوطنية؛ تحت قيادة المايسترو زهية زيواني وبين مجموعة ”أنتاريا” الإسبانية، في توليفة موسيقية راقية عزفت فيها لأول مرّة بالجزائر المقطوعة الخالدة ”كونسيرتو داناجويز” للموسيقار الإسباني جاكيم رودريغو، بمشاركة عازف الغيثار الإسباني غوميز تورونت. وقد عرف حفل الافتتاح حضورا نوعيا لممثلي السفارات الأجنبية في الجزائر والهيئات الدبلوماسية، إضافة إلى عشاق الموسيقى الكلاسيكية التي وجدت جمهورها في الجزائر، بعد سلسلة الحفلات التي أقامتها الأركسترا السيمفونية الوطنية في أغلب ولايات الوطن، إضافة إلى نجاح الطبعة السابقة من المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السمفونية التي عرفت حينها مشاركة 12 دولة، تسجل حضورها مرة أخرى في الطبعة الثانية. للإشارة، يكون موسيقيون من سوري، المكسيك، أوكرانيا وكوريا قد نشطوا سهرة أمس ثاني ليالي المهرجان، على أن تشهد سهرة اليوم مشاركة موسيقيين من ألمانيا، سويسرا، السويد وتونس، في الوقت الذي يحتضن فيه المعهد العالي للموسيقى ندوات ومحاضرات حول الموسيقى ينشطها مختصون وأكاديميون، صبيحة كل يوم من أيام المهرجان الذي استطاع، رغم عمره الفتي، أن يقف على جماهيرية كبيرة من ذوّاقة الفن العالمي.