اعتبر مختصون اجتماعيون انتفاضة الشارع الجزائري بطريقة التكسير والتخريب واستعمال الحجارة والأسلحة البيضاء، غير مجدية، حيث ستنعكس سلبا على المواطن، خاصة أنه بإمكانه المطالبة بحقوقه بطرق سلمية وإسماع صوته للسلطات قالت ثريا تيجاني، المختصة الإجتماعية، في تصريح ل”الفجر”، أن المطالب الشعبية يمكن أن تلبى بالطرق المهذبة، سواء عن طريق المسيرات السلمية أو الإضراب عن الطعام، دون اللجوء إلى استخدام وسائل العنف والهدم والتخريب. وأرجعت ذات المختصة تصاعد الحملات الاحتجاجية في مختلف مناطق الوطن، إلى تدهور الحالة الإقتصادية والاجتماعية للمواطنين، معتبرة بذلك أن غلاء أسعار بعض المواد الإستهلاكية كان حجة فقط للخروج للشارع، وفسرت هذا قائلة:”موجة ارتفاع الأسعار لم تضرب السوق لأول مرة فقد اعتادها الجزائريون، فلماذا لم تكن هناك احتجاجات من قبل؟!”. وفي السياق ذاته، قالت المتحدثة إن سبب الإحتجاجات هو حالة الإهمال التي يعاني منها الشعب على كل الأصعدة، بدءا من البيروقراطية والمحسوبية. وعلقت ذات المختصة بخصوص قيام الشباب بالإحتجاج بطرق عنيفة عن طريق عمليات التخريب والنهب للمباني دون التفريق بين الخاصة والعامة، زيادة على تحطيمهم واجهات المحلات التجارية وسرقة ما بداخلها من أدوات كهرومنزلية ما فيها، بالإضافة إلى تخريب المقرات الرسمية كمقرات الدرك الوطني والبلديات ومباني مراكز البريد والمواصلات، بأنها سلوكات غير أخلاقية ولا تمت للتربية بصلة. واعتبرت المتحدثة أن القصر الذين خرجوا للشارع، والذين تتراوح أعمارهم من 16 إلى 18سنة لممارسة أعمال الشغب، ليسوا بعيدين عن غلاء الأسعار، مشيرة إلى أن القاصر يتأثر بالحالة الإجتماعية لوالديه وقدرتهم الشرائية، معلقة”ففي الوقت الذي ينعم فيه أقرانه من الطبقة الراقية بكل ملذات العيش الكريم تقابل أبسط طلباته بالرفض أو التسويف كون والديه غير قادرين على تلبية حاجاته الضرورية..”. وقالت الأخصائية الإجتماعية أن المواطن يمكن أن يعبر عن مطالبه سلميا، بأسلوب متمدن ومتحضر فيحقق ما يريد.. بعيدا عن مظاهر العنف والتخريب.