شباب "بوكو حرام" و"بوكو زطلة" يحتج على حكومة "بوكو سرقة"! وقبائل الدنيكا والمسيرية السياسية تتصارع حول كراسي السلطة بواسطة الزيت والسكر! والغاشي الوطني الذي تحدث عنه بوكروح منذ سنوات.. وأخطأ في فهمه سعدي منذ سنوات.. ما يزال لم يتبين الخيط الأبيض من الأسود فيما يقع.. ولن يتبين أبدا.. لأن الشارع تحرك وحده.. والشارع غير واع يتحرك بقارورة زيت ويخمد بخطبة وزير وبيان في اليتيمة يقرأه معتوه إعلامي! يدين فيه سياسة بوكو تكسار! في تونس الشقيقة بدأت الحكاية بالمطالبة بفرصة عمل وليس بقارورة زيت.. وسرعان ما أخذ الشارع الغاضب يتأطر بمحامين ونقابيين وسياسيين ورجال ثقافة وإعلام.. ودل هذا على أن البديل في تونس جاهز! رغم أن السلطة موصوفة بأنها لم تترك شيئا سياسيا يتحرك! ولكن حيوية المجتمع التونسي وقدرته على تأطير نفسه سرعان ما أفرز البديل الواعي في أيام فقط. أما عندنا.. فلم يتحرك أحد سوى "عيشة وباندو" اللذين نعرفهم! تحركوا فقط للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.. أما ما حدث ويحدث فلا حديث عنه.. والمهم أن يطلق سراح المحتجين.. وتعود المياه إلى مجاريها! ويبقى السراق والمضاربون في وظائفهم.. ويعود الفوضويون إلى أسواقهم.. ويعود المسؤولون إلى سباتهم.. ويستعد المجتمع إلى كارثة أخرى قد تأتي بعد سنوات.. وقد لا تأتي.. ويعود مصنع إنتاج الرداءة في تسيير البلاد إلى إنتاج الكوارث والأزمات.. وحلها على حساب أنبوب الحاسي! لا يمكن أن نتصور سلطة راشدة تقوم بحل مشاكل غير قانونية بدعوة الناس الذين تظاهروا والذين دفعوهم للتظاهر إلى العمل خارج القانون! فالعمل خارج القانون أصبح هو الحالة الدائمة في الجزائر!