طالب الأمين العام للفيدرالية الوطنية لعمال النسيج والجلود، عمار طاقجوت، بتنظيم جلسات وطنية لتقييم القطاع أمام وحدات منتجة لا تلبي الاحتياجات الوطنية وتستهلك ما قيمته ملياري دولار سنويا من هذه المواد، الأمر الذي يستدعي الاستيراد من الخارج، مؤكدا في ذات السياق أن إنقاذ القطاع يتطلب الاستنجاد باليد العاملة المؤهلة المتمثلة في المتقاعدين لتحريك آلة الإنتاج وحتى التسيير تونسيون وسوريون هربوا ما قيمته 6 ملايير من الجلود إلى الخارج قال الأمين العام للفيدرالية الوطنية لعمال النسيج والجلود المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، عمار طاقجوت، إن ما وصل إليه القطاع حتى الآن يستدعي التدخل العاجل من طرف السلطات العمومية، بعدما تقلص عدد العمال من 200 ألف عامل على مستوى 25 ألف مؤسسة إلى قرابة 15 ألف عامل يعملون في 50 مؤسسة موزعة جغرافيا عبر 27 ولاية في الشرق، الغرب والوسط. وتمكنت هذه المؤسسات من الصمود والثبات أمام كافة المتغيرات الاقتصادية التي أثرت سلبا على القطاع، وساهمت في غلق مئات الشركات وتسريح آلاف العمال. واللافت للانتباه من خلال تحليل المعطيات المتوفرة وتشخيصها هو إمكانية إحياء المؤسسات والوحدات الإنتاجية لقطاع النسيج والجلود وإعادة الاعتبار لها، قصد إدخالها سكة الاقتصاد والإنتاج والمساهمة في تخفيض فاتورة الاستيراد، التي تصرف عليها الدولة سنويا أموالا كثيرة لتلبية الاحتياجات الوطنية منها. واعتبر عمار طاقجوت أن الاحتياجات الوطنية والمستهلكة في السوق الوطنية من النسيج والجلود تعادل ما قيمته 2 مليار دولار سنويا، وتبقى الوحدات المنتجة تلبي نسبة سبعة بالمائة فقط، معلنا أمس لدى نزوله على برنامج “ضيف التحرير” للقناة الإذاعية الثالثة أن قطاع النسيج والجلود خسر الكثير ليس فقط بسبب غلق الوحدات الإنتاجية وتسريح العمال، بل لغياب عامل “التأهيل” في النشاط والتسيير. وهذا بعد إحالة الكثير منهم على التقاعد وحان الوقت لرد الاعتبار لهذا القطاع، بإعادة استدعائهم للعمل مجددا في المؤسسات، بالتزامن مع المخطط الوطني لبعث القطاع المعتمد من طرف الحكومة، لكن هذه الأخيرة اقترفت خطأ بسبب أنها لم تعلن عن المخطط ولم تكشف عن مضمونه لعمال القطاع وحتى الشركاء الاجتماعيين والمسيرين، لأنهم يشكلون حلقة متسلسلة لها دور بارز في التسيير والعملية الإنتاجية. وتابع المتحدث قوله إن التأهيل في قطاع النسيج والجلود لليد العاملة يستوجب التكوين، إلا أن المعهد المتخصص للمهندسين في قطاع النسيج والجلود لم تتخرج منه أي دفعة منذ قرابة 20 سنة أمام تكوين يدوم ثلاث سنوات. وبالتالي تمسك ذات المتحدث مجددا بضرورة الاستنجاد بالعمال المتقاعدين، لدفع حركية الإنتاج والتسيير من أجل تدارك تلبية الاحتياجات التي تقوم الدولة باستيرادها من الخارج، أمام الإمكانيات الهائلة التي تتوفر عليها الجزائر في هذا المجال، وبالتالي حان الوقت لعقد جلسات وطنية لتقييم والقطاع وإعداد إستراتيجية وطنية شاملة للنهوض به. وعن الوضعية المالية والديون التي تتخبط فيها وحدات إنتاج النسيج والجلود قدرها الأمين العام للفيدرالية الوطنية لعمال النسيج والجلود ب 700 مليار سنتيم. وفي رده على سؤال متعلق بتهريب الجلود الجزائرية ذات النوعية الجيدة نحو بلدان أوربا، أكد المتحدث هذا الأمر وقال أن وفدا ايطاليا عامي 2006-2007 اعترف بأن شبكات تونسية وسورية تعمل على استنزاف الجلد الجزائري وتهريبه نحو الخارج، وبلغت قيمة الكمية التي تم تهريبها بنحو 6 ملايين دولار في مجموعها.