حقق فريق بوخوم ولاعبه الجزائري عنتر يحيى فوزا ثمينا ودراماتيكيا وبنتيجة هدف دون رد على حساب مضيفه القوي أوغسبورغ في مباراة جد مثيرة لحساب الجولة العشرين من دوري الدرجة الثانية الألمانية رفقاء مدافع "الخضر" لعبوا الشوط الأول من المباراة بتحفظ كبير، وتركوا المبادرة لأصحاب الأرض الذين فرضوا ضغطا رهيبا على مرمى الحارس كيفين فويت. ولولا تألق عنتر يحيى وزملاؤه في الدفاع لكانت النتيجة انتهت لصالح أوغسبورغ وبفارق كبير. أشبال المدرب فونكل لم يخلقوا فرصا تهديفية تذكر واعتمدوا على الهجمات المرتدة التي كاد أن يحوّل إحداها المهاجم التونسي ميمون زواغ إلى هدف، ولكن تألق حارس أصحاب الأرض حال دون ذلك وانتهت المرحلة الأولى بتعادل سلبي بين الفريقين. شوط ثاني مثير وبوخوم يخطف فوزا ثمينا عكس التحفظ الذي غلب على مجريات الشوط الأول، فإن المرحلة الثانية شهدت إثارة كبيرة بين الفريقين، حيث بعد مرور دقيقتين فقط كاد مهاجم أصحاب الأرض ميكايل تورك أن يصل إلى شباك بوخوم بعد أن أخطأ المدافع الجزائري عنتر يحيى في إبعاد الكرة واصطدمت كرته بزميله، غير أن النجم الجزائري عاد سريعا وتمكّن من إنقاذ مرماه من هدف محقق. بعدها بربع ساعة نفس السيناريو، يحيى يخطئ مرة أخرى غير أنه عاد من جديد وكفّر عن خطئه بإنقاذه لمرماه مرة ثانية. فونكل أجرى تغييرات حاسمة في (د68) من اللقاء بإشراكه للاعبيه التركيين أوميت كوركماز وميركان أيدين في مكان زميلهما الكوري الشمالي جونغ تاي سي والتونسي ميمون زواغ، وهو ما أتى ثماره في (د84) من اللقاء حين تمكّن أيدين من صنع الفارق على الجهة اليمنى ومرر تمريرة دقيقة إلى زميله جيوفاني فيديريكو الذي حوّلها بدوره إلى هدف. نهاية اللقاء شهدت ضغطا رهيبا من أصحاب الأرض الذين حاولوا جاهدين العودة في النتيجة، غير أن النهاية كانت بلقطة طريفة حيث عند حصول فريق أغوسبورغ على ركنيته الأخيرة في اللقاء، صعد حارسه سيمون يانتش إلى الهجوم لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتولى المدافع الجزائري عنتر يحيى مراقبته، غير أن الجثة الضخمة للحارس يانتش جعلت يحيى يبتسم وهمس في أذنه بشيء وهو ما أضحك الحارس يانتش كثيرا رغم أن فريقه متأخر في النتيجة على أرض ملعبه وفي مباراة جد مهمة ومرت الكرة أخيرا بردا وسلاما على دفاع بوخوم وتمكّن رفاق يحيى من العودة بالزاد كاملا من أرض وصيف البطولة. حكم المباراة كانت امرأة وأرضية الميدان تحولت إلى ساحة نزال من جهة أخرى، شهد لقاء القمة حدثا غريبا بإسناد الاتحاد الألماني لكرة القدم مهمة تحكيم المباراة إلى السيدة فيفيانا شتاينهاوس، وهو الحدث الذي جعل اللاعبين يعاملون السيدة الحكم باحترام كبير. الشقراء الألمانية صاحبة ال31 عاما كانت رائعة وأدارت اللقاء بكفاءة عالية، وأثبتت للجميع بأنه يمكن الاعتماد عليها في التحكيم. غير أن هناك نقطة سلبية وحيدة في اللقاء وهو أن السيدة شتاينهاوس لم تستطع التحكم في اللاعبين جيدا، حيث تحولت أرضية ميدان ملعب "إمبولس أرينا" إلى ساحة نزال بين اللاعبين، الذين لم يفوتوا أي احتكاك إلاّ وحولوه إلى معركة. أحد أبرز الوجوه في هاته المشادات كلها كان بطل أم درمان عنتر يحيى الذي تلقى استفزازات كثيرة من مهاجمي أصحاب الدار ميكايل تورك والبديل تورستن أورهل، حيث حاول كل منهما إثارة صخرة الدفاع الجزائري ومحاولة إخراجه عن تركيزه العالي الذي أبداه طوال أطوار اللقاء. عنتر يحيى قدم أداءً بطوليا وكان أحد أحسن اللاعبين فوق الميدان، حيث لم تكن فرصة خطيرة لأوغسبورغ إلاّ وكان بالمرصاد لها وبقوة ودافع عن مرمى فريقه بكل شراسة. بوخوم يرتقي إلى المركز الثالث بعد سلسلته المذهلة بتحقيقه لفوزه السابع على التوالي، ارتقى أعرق فريق في ألمانيا إلى المركز الثالث في ترتيب "البوندسليغا 2" وأصبح يشترك في مركز الوصافة مع مضيفه أوغسبورغ برصيد 37 نقطة لكل منهما، ولم يبق يفصل رفقاء يحيى سوى خمس نقاط عن المتصدر هرتا برلين.