يتخبّط منذ مدة سكان قرية صحن برّي ببلدية حاسي خليفة بالوادي وسط عدد من النقائص التنموية التي أثرت سلبا على حياة سكانها وولّدت في نفوسهم حالة من اليأس والشعور بالغبن، نتيجة التهميش الذي يعيشونه. وأوضح بعض سكان القرية في حديثهم ل”الفجر” أن قريتهم تفتقر إلى عديد المرافق الحياتية الضرورية، لا سيما في الجانب الصحي، إذ تفتقر العيادة الوحيدة بالقرية إلى طبيب قار رغم كون القرية يقطنها ما يزيد عن 4 آلاف نسمة. وأضاف هؤلاء أن الطبيب يزور العيادة مرتين في الأسبوع وهي غير كافية - حسبهم - للتكفّل بحاجياتهم الصحية، لا سيما وأن القرية فلاحية بالدرجة الأولى ويمتهن غالبية سكانها الفلاحة والرعي، ما يعني أن حياة سكانها معرّضة في أيّة لحظة للمخاطر، خاصة من الحشرات السامة كالأفاعي والعقارب المنتشرة بكثرة في واحات النخيل. من جانب آخر، تساءل هؤلاء عن سرّ توقف مشروع الطريق الجديد الذي يربط القرية بالبلدية والذي يعلّقون عليه آمالا كبيرة لفكّ عزلتهم وتسهيل مهمة تنقّلهم ونقل محاصيلهم الزراعية نحو الأسواق المحلية، مبرزين أن المقاول المشرف على المشروع توقّف عن أشغال تعبيد الطريق بعدما فاقت نسبة إنجازه 80 بالمئة. السكان أضافوا أن ضعف شدة التيار الكهربائي بحيّهم السكني أدى إلى تلف الكثير من أجهزتهم ومعداتهم الكهرومنزلية، كما أن ضعف التيار الكهربائي عبر عدّاداتهم الكهربائية الموجودة بواحات نخيلهم باتت عاجزة عن تشغيل مولداتهم الكهربائية المستعملة في السقي، وهو ما بات يهدد محاصيلهم وأرزاقهم بالهلاك. وطالب هؤلاء السكان السلطات الوصية التدخل ومنحهم مرافق حياتية تضمن لهم الاستقرار في القرية قبل أن يقرّروا الرحيل وهجران القرية إلى أماكن أخرى، مضيفين أن التهميش الذي يتخبطون فيه ولّد في نفوسهم إحساسا باليأس حيال هذا الوضع المزري لسكان القرية.رئيس بلدية حاسي خليفة، السيد محمد لخضر سعيدي، وفي اتصال ب”الفجر” أكد أن مطالب السكان مشروعة، غير أنه أوضح أن قرية صحن بري استفادت مؤخرا من عدة مشاريع تنموية منها ما تمّ إنجازه على غرار العيادة الوحيدة التي تمّ فتحها مؤخرا وجهّزت بالمعدات اللازمة، مضيفا أن الطبيب الذي يشرف عليها يقطن في ذات القرية، ما يعني أن سكان القرية يستفيدون من خدماته الصحية حتى خارج أوقات العمل أما اليومين التي يمكث فيها في العيادة فهذا راجع إلى رزنامة تنقله نحو عيادات القرى النائية بالبلدية بسبب النقص المعروف في التأطير الطبي على مستوى المرافق الصحية عبر جميع بلديات الولاية؛ أما فيما يخص الطريق المتوقف فهو راجع - حسبه - لأمور تقنية بحتة وسينطلق في حال تسويتها في الأيام القليلة القادمة. وفيما يتعلق بضعف التيار الكهربائي، أضاف رئيس البلدية، أنه تم إشعار مصالح سونلغاز بالإشكال والتي وعدت بتداركه في مشاريعها القادمة بالبلدية.