أكد المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني على ضرورة عدم الاستعجال في الخروج إلى الشارع للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية المهنية، واصفا قرارات بعض التنظيمات والنقابات المستقلة التي شاركت في مسيرة أمس بالمتسرعة والمستعجلة. وأضاف”الكناباست” أن التحرك أمر ضروري ويتطلب المزيد من الوقت لإشراك كل المعنيين، محذرا السلطات من خطورة الأوضاع ومن انزلاقات إذا ما تواصلت عملية قمع الحريات، في الوقت الذي هدد “الأنباف” بخروج الأساتذة إلى الشارع لإعادة النظر في سياسة المدرسة الجزائرية التي تعتمد على”البريكولاج”. واعتبر المكلف بالإعلام على مستوى نقابة “الكناباست”، بوديبة مسعود، في تصريح ل”الفجر”، أن عدم مشاركتهم في مسيرة 12 فيفري راجع لعدم استشارتهم في القضية، بعد أن أضاف أن تاريخها كان مستعجلا، بالنظر لضرورة استشارة كل الفاعلين، وهذا لا يعني، حسبه، أنهم ضد الفكرة بالنظر للتضييق على الحريات النقابية الممارس من السلطات العمومية، وغياب الحوار، وانعدام الحرية في التعبير عن تصورات الشركاء الاجتماعيين. وحذر بوديبة السلطات العمومية من أية انزلاقات بالنظر لخطورة الأوضاع التي تعيشها البلاد، مؤكدا أن “الكناباست” ستشارك في تجمعات أخرى تكون في أوانها، بالنظر لطبيعة التضييق الممارس عليها من مراقبات قضائية، وشكوى ضدها، موازاة مع الحركات والإضرابات التي تنظمها لتحسين الأوضاع المهنية للأساتذة، في ظل تجاهل وزارة التربية الوطنية لمختلف انشغالاتهم. ودعا “الكناباست” إلى منع التضييق على المحتجين الذين خرجوا في مسيرة أمس تفاديا لأية انزلاقات، ووقوع اضطرابات قد تعيد سيناريو أعمال العنف التي شهدتها الجزائر مؤخرا. وكشف المتحدث عن عقد دورة للمجلس الوطني يومي الأحد 13 والإثنين 14 فيفري 2011 بثانوية بن تستيفة محمد الواقعة بحي سيدي عبدالقادر بالبليدة، يتكفل بوضع حد لتماطل الوصاية في معالجة مختلف المشاكل التي لم يجد لها حلا منذ سنوات، وهذا بعد دراسة أهم المطالب المهنية، ومستجدات الساحة، بعد سلسلة من الاحتجاجات التي طالت العديد من الولايات. ويأتي هذا تزامنا مع بيانات الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين العديدة الصادرة عن أغلبية الولايات، التي أكدت على ضرورة التصميم والإرادة لإحداث تغييرات في الحياة الاجتماعية والمهنية لعمال التربية، وتحقيق المزيد من الحرية والديمقراطية، حيث هدد مكتب ولاية تيزي وزو بالخروج إلى الشارع وتنظيم احتجاجات، تنديدا بالأوضاع التي آلت إليها المدرسة الجزائرية التي تعتمد على البريكولاج على حساب التلاميذ والأساتذة المحرومين من أدنى حقوقهم. ونفس الشيء بولاية باتنة، حيث طالب اتحاد عمال التربية بصرف مختلف مخلفاتهم المالية، وتسوية عاجلة للملفات العالقة، رافضين المضايقات والعقوبات التي تسلط على عمال التربية دون مبرر، مستنكرين تعنت الإدارة في تطبيق القوانين وتفسيرها على هواها.