شرعت التنسيقية الوطنية من أجل التغيير والديمقراطية منذ إعلانها قرار تنظيمها مسيرة ثانية بالعاصمة، بعد غد السبت، في حملة لتجنيد ما يمكن تجنيده من الشباب والمواطنين في مختلف الولايات، وكلفت عددا من مناضليها بمهمات النزول إلى الشوارع والمقاهي والتقرب من المواطنين، لشرح أهداف المسيرة والمطالب التي تسعى إلى تحقيقها، في محاولة منها لاستدراك الغياب الشعبي في مسيرتها السابقة، كما شكلت لجنة إعلامية تتولى عملية الاتصال بالصحافة الوطنية، وإعلامها بنشاطات التنسيقية والقرارات التي تتخذها. وأنشأت تنسيقية التغيير لجنتها الإعلامية في اجتماعها التقييمي لمسيرة 12 فيفري، بعد اعتراف أغلب أعضائها بغياب التنسيق بينهم، ومحاولة كل طرف التحدث باسم تنظيمه، ما أدى إلى طرح فكرة تعيين ناطق رسمي باسم التنسيقية، وتم اقتراح الحقوقي علي يحي عبد النور لتولي هذا المنصب، غير أن الإجماع تم على اختيار لجنة إعلامية بسبب رفض هذا الأخير للمقترح لدواع صحية، حسبما أفادت به مصادر من داخل بيت التنسيقية، في تصريح ل “الفجر”. وقالت ذات المصادر إن اللجنة تضم ممثلين عن بعض التنظيمات المنضوية المشكلة للتنسيقية، وهي التي تتولى مهمة الإعلام والإدلاء بالتصريحات الصحفية، وإصدار البيانات الموجهة للصحافة الوطنية، تجنبا للخلط في المعلومات المتعلقة بها، وبهدف نقل نشاطاتها وتوضيح قراراتها بكل شفافية. وجاء تعيين اللجنة الإعلامية في الوقت الذي بدأت الخلافات بين أعضائها تظهر إلى العلن مباشرة بعد فشل مسيرة السبت المنصرم، بسبب غياب التنسيق بينهم في ساحة أول ماي، ومحاولة بعضهم الانفراد بتأطيرها، وهو ما لم تخفه التنسيقية في اجتماع يوم الأحد الماضي أمام الصحافة الوطنية الحاضرة، حين تطرقت لهذا الإشكال وناقشته، وكان أحد الأسباب المباشرة لتشكيل اللجنة الإعلامية، بعدما لم تفلح في تعيين مسؤول لها. وعلى صعيد التحضيرات التنظيمية المتعلقة بمسيرة يوم السبت، قالت ذات المصادر، في غياب ممثلي اللجنة الإعلامية، إن التنسيقية بدأت في حشد المواطنين من مختلف الشرائح والمستويات، في مختلف الولايات، تحضيرا لمسيرة السبت، وقد لمست استجابة للمشاركة. فعلى مستوى ولاية بجاية- تضيف مصادرنا- يستعد ما يقارب ألف مواطن، بين طلبة وبطالين وجامعيين وإطارات ومتقاعدين، إلى التنقل للعاصمة، للالتحاق بالتنسيقية يوم المسيرة، حيث قام ممثل عنه بحملة دعائية لها على مستوى المقاهي والشوارع والأسواق، وتمكن من إقناع عدد كبير منهم بالمشاركة، حيث يجري تحضير حافلات لنقلهم إلى العاصمة. ويشار إلى أن التنسيقية احتفظت بأغلب شعاراتها التي رفعتها، في مسيرتها السابقة، حسب ما أوضحه ذات المصدر، الذي أكد أن مسيرة هذا السبت ستكون أكثر قوة من حيث التعبئة الجماهرية، ومن جانب الإطار التنظيمي، استدركت هفواتها في مسيرتها الماضية. .. وتراود الطلبة والبطالين لإنجاح مسيرة 19 فيفري ودعت في بيان أصدرته، مساء أول أمس، تلقت “الفجر” نسخة منه، المؤيدين لمسعاها إلى “التعبئة” من أجل إنجاح المسيرة، وقالت” ندعو جميع الجزائريين شبابا وطلابا ونساء وعاطلين عن العمل ومتقاعدين وعمالا ومديرين.. للمشاركة بكثافة في المسيرة السلمية يوم 19 فيفري بساحة أول ماي، وبساحة الشهداء”، مشيرة إلى ضرورة تأييد المواطنين من مختلف الولايات للمسيرة والتعبئة لها، وكذا الجالية الجزائرية خارج الوطن. وتسعى التنسيقية إلى توسيع دائرة احتجاجها من خلال إعلان ساحة الشهداء منطقة ثانية للمسيرة، وكذا محاولة استمالة الطلاب والعاطلين عن العمل، حيث تريد العزف على وتر هذه الفئة الهامة من المجتمع، واغتنام فرصة الاحتجاجات الواسعة داخل الحرم الجامعي ومن البطالين لإنجاح مسيرة 19 فيفري، وهو ما جعل التنسيقية تصنّفهم على رأس من دعتهم في مقدمة من دعاهم البيان إلى الالتفاف حول المسيرة، وهي الطريقة التي تسعى من خلالها إلى إضفاء شرعية أكبر على الاحتجاجات التي تنظمها، رغم أن الطلبة قاطعوا مسيرة السبت الماضي ولم يوافقوا على المشاركة فيها.