اتسعت، أمس، دائرة الاحتجاجات بعنابة، حيث تجمهر أكثر من 4 آلاف مواطن أمام مقر الولاية التي تعززت بعناصر أمن إضافية تحسبا لأي انزلاق. دخل، أمس، عمال “أتياف” في اشتباكات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب، والتي فشلت في تفريق المتجمهرين، حيث حاول المحتجون اقتحام مقر الولاية لمقابلة الوالي للإفراج عن ملف أجورهم العالقة منذ سنوات من تسريحهم، بعد الغلق العشوائي للشركة الجزائرية - التركية وصاحبها رجل الأعمال الفلسطيني، سعيد المصالحة، الذي لايزال في حالة فرار، فيما يبقى أكثر من 180 عامل دون أجور، كما تجمهر أكثر من 150 عامل مسرح من شركة “هيبون ستيل” التابعة للمنطقة الصناعية لبرحال والمتخصصة في إنتاج الحديد؛ حيث أكد المحتجون على ضرورة تطبيق الأحكام بصفة شرعية لتسوية ملف أجورهم. وحسب العمال، فإن هذه الشركة التي تم غلقها خلال سنة 2004 قد عادت إلى النشاط تحت غطاء تربية الأنعام، فيما تم توجيه طبيعة عملها في إنتاج الحديد، ليضيف أحد المحتجين أن الشركة قد وفرت مناصب عمل أخرى لأشخاص من خارج الولاية فيما تم إقصاء 150 عامل من أحقية الاستفادة من أجورهم وذلك بحجة بيع الشركة في إطار غير قانوني بقيمة لا تتعدى 12 مليار سنتيم، وهو الأمر الذي أثار قلق العمال، الذين هددوا بالانتحار الجماعي إذا لم يتم الاستجابة لمطالبهم. وعلى صعيد آخر، طالب أمس أعوان الحرس البلدي بعنابة بضرورة تحرك السلطات العليا لإعادة النظر في التعليمة الأخيرة الرامية إلى إقصاء الأعوان من أحقية التعويض رغم أنهم قضوا أكثر من 17 سنة في مواجهة لإرهاب. كما أبدى المحتجون امتعاضهم الشديد إزاء التوزيع العشوائي لأكثرهم؛ حيث تم توجيههم إلى سلك الجيش الوطني إلا أنهم يعملون خارج هذا النطاق.