نادرا ما يقدم الجزائريون على استخدام سجل الزوار أثناء تواجدهم في مختلف الإدارات، فذلك من السلوكات التي يقل استخدامها من قبلهم، سواء لغياب هذه الثقافة أصلا أو لعدم ثقتهم في أن الإدلاء بآرائهم أو شكاويهم أو ملاحظاتهم سيكون له صدى كانت لنا جولة في العديد من الإدارات العمومية التي يتردد عليها المواطنون بشكل يومي، واستفسرنا عن حال سجل الزوار، فلم نجد له أثرا في بعض الإدارات، بينما ساهمنا في نفض الغبار عنه في أماكن أخرى، حيث لم تتجاوز عدد الملاحظات فيه عدد أصابع اليد. دخلنا أحد مراكز البريد بالعاصمة، بحثنا فيها عن مكتب الاستقبال والتوجيه فلم نجده، تقدمنا من أحد الموظفين وسألناه في حال أراد المواطن أن يوجه أي ملاحظة أو شكوى في مركز البريد فماذا يفعل،.. فأجابنا: بالنسبة لنا لا يطرح أي مشكلة، وسجل الزوار موجود لكن نادرا ما يستعمله المواطنون”، مرجعا السبب إلى عدم وجود شكاوي، قائلا: “بالنسبة للنقائص فهي لا تطرح على مستوى العاصمة، هنا كل شيء يسير على مايرام ماعدا أزمة نقص السيولة التي كانت شاملة التي مست زبائن مصالح البريد عبر التراب الوطني”. من جهة ثانية قمنا باستفسار المواطنين عن مدى استخدامهم لسجل الزوار أثناء زياراتهم اليومية للإدارات العمومية أو الخاصة. في هذا الإطار، أخبرتنا الآنسة “ن.ر”، 30 سنة، أنها لم تستعمل سجل الزوار إلا مرة واحدة عندما زارت متحف المجاهد برياض الفتح، وبينما كانت تتجول بين الآثار وجدت السجل مفتوحا أمامها فكتبت عليه عبارات الشكر ووجهت ملاحظاتها للقائمين على المتحف تحثهم فيها على مواصلة البحث عن آثار ثورة التحرير المظفرة، والتي لا يزال الكثير منها لدى العائلات الجزائرية على غرار الصور الفوتوغرافية وبعض الأدوات التي استخدمت في تلك الحقبة الزمنية. نفس الشيء بالنسبة للآنسة “ك.م”، 27 سنة، التي قالت إنها سجلت ملاحظاتها في ذات المكان صدفة لأنها اصطدمت بسجل الزوار بينما كانت تتجول بين أروقة المتحف. أما السيد “م.س”، البالغ من العمر 35 عاما، فقال إنه استعمل سجل الزوار مرة واحدة في حياته وسجل عليه ملاحظاته، عندما استدعي لأحد مراكز الشرطة، وبينما كان في قاعة الانتظار لفت انتباهه ذلك السجل فأخذه وكتب عليه انتقاداته بخصوص نقص النظافة في قاعة الاستقبال، إلى جانب انتقادات أخرى تخص السجل في حد ذاته الذي كان في حالة أقل ما يقال عنها “كارثية”. وهناك من المواطنين من لا يهمه سجل الزوار أساسا لاعتقاده أن ملاحظاته أو اقتراحاته لن تؤخذ بعين الاعتبار، وهو حال علي، 40 سنة، موظف بأحد المؤسسات الخاصة، الذي قال إنه على وعي تام ويملك مقترحات يوجهها كل مرة يدخل إلى أحد الإدارات لكن المشكل.. من يسمع صوته ويأخذ ملاحظاته بعين الاعتبار؟ فبمجرد أن يمتلأ سجل يعوض بآخر ليتم ملؤه من جديد لكن دون جدوى. في سياق متصل، أخبرتنا مواطنة أخرى أن مختلف المؤسسات الخاصة أو ذات الطابع الخدماتي تسعى لكسب رضا الزبائن فتأخذ بالحسبان آراء وملاحظات الزوار، وضربت لنا مثالا بفندق السفير وفندق الجزائر. سجل الزوار في الأنترنت أكثر تصفحا الشيء الجديد الذي يتجاوب معه المئات من الشبان، مؤخرا، هو كتابة التعليقات والملاحظات على المواقع الالكترونية، حيث لا تخلو هذه الأخيرة من سجلات الزوار مخصصة لهذا الشأن. ولسهولة استخدامها فإن المتصفح لموقع معين لا يتوانى في إبداء آرائه من أجل إحداث تحسينات على الموقع. ما يمكن ملاحظته هو كثرة استخدام سجل الزوار على مواقع الأنترنت، وهو الأمر الذي يعكس كثرة المبحرين على الشبكة العنكبوتية.