اجتمع وزراء الخارجية العرب أمس في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة لمناقشة تطورات الأزمة في ليبيا وسط توقعات بأن تعرب عدة دول عن دعمها فرض حظر جوي على ليبيا. ويأتي هذا الاجتماع في وقت تتواصل فيه المواجهات المسلحة في ليبيا بين الكتائب الموالية للعقيد معمر القذافي والثوار الذين باتوا يسيطرون على مناطق واسعة في البلاد منذ اندلاع الثورة الشعبية في 17 فيفري الماضي. وكانت وكالة يونايتد برس نقلت عن دبلوماسيين عرب الخميس أن دولا عربية تتجه إلى دعم قرار دولي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا لمنع نظام القذافي من التمادي في قصف معارضيه بالسلاح الجوي. وقبل لقاء الأمس اجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الخميس الماضي بالعاصمة السعودية، ودعوا الجامعة العربية إلى “تحمل مسؤولياتها باتخاذ الإجراءات اللازمة لحقن الدماء بما في ذلك دعوة مجلس الأمن الدولي لفرض حظر جوي على ليبيا لحماية المدنيين”. وتوقع وزراء خارجية دول المجلس أن يصدر عن اجتماع القاهرة قرار يدعم فرض حظر جوي على ليبيا، على الرغم من اعتراض بعض الدول العربية عليه ومنها سوريا والجزائر وموريتانيا، حيث يمكن أن يصدر القرار بالأغلبية وليس بالإجماع. وأكدت دول المجلس عدم شرعية النظام الليبي القائم حاليا بزعامة القذافي، وضرورة إجراء اتصالات مع المجلس الوطني الانتقالي الذي أقامه الثوار الذين يسيطرون على عدد من المدن الليبية الكبرى. وعبرت دول المجلس عن إدانتها للجرائم المرتكبة ضد المدنيين في ليبيا باستخدام الأسلحة الثقيلة والرصاص الحي وتجنيد مرتزقة أجانب، وما نتج عن ذلك من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين الأبرياء. وكان وزراء الخارجية العرب رفضوا في اجتماع بالقاهرة في الثاني من مارس الجاري كافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا، ولوحوا بالمقابل بفرض حظر جوي على هذا البلد إذا استمرت الاضطرابات الراهنة فيه. ويشار إلى أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن قال الخميس الماضي إن أي عمل عسكري للحلف في ليبيا لا بد من أن يستند إلى حاجة ظاهرة وتفويض واضح وأن يحظى بدعم إقليمي. وكانت الجامعة العربية قد علقت مشاركة نظام العقيد القذافي في اجتماعاتها، كما أنها نددت بالانتهاكات ضد الشعب الليبي، ونادت بضرورة إيقاف العمليات العسكرية ضد المدنيين.