يشكو سكان دواوير بلعيشوية، ببلدية دار الشيوخ في ولاية الجلفة، من انعدام مختلف المرافق، كالغاز والكهرباء وباقي الخدمات الأخرى المتعلقة بالتعليم والصحة، في ظل تجاهل السلطات المحلية لانشغالاتهم. تظل دواوير وقرى بلعيشوية وبوقرية بولاية الجلفة بعيدة كل البعد عن اهتمام مختلف السلطات الوصية، فالفقر والجهل والعزلة عوامل اشتركت في صنع الحياة اليومية لسكان المنطقة، حيث أن انعدام فرص العمل جعل من البطالة شبحا يلازم أبناءها، الأمر الذي جعل شباب الجهة يصرف النظر عن أمله في الحصول على فرص عمل في غياب أي التفاتة من قبل الجهات المسؤولة. وفي كنف الفقر والحاجة أجبر سكان الدواوير على الاعتماد على أنفسهم في خدمة الأرض التي بقيت مصدر رزقهم، غير أن انعدام الكهرباء الريفية حال دون تحقيق الأهداف المنشودة. وفي سياق متطلبات الحياة اليومية يعاني السكان من انعدام مدرسة من شأنها احتضان أبناء المنطقة وانتشالهم من غياهب الجهل، حيث تلقى الأمية بظلالها في صفوف الأطفال ممن هم في سن التمدرس. من جهة أخرى، لايزال السكان يستعملون الوسائل البسيطة والتقليدية للإنارة بسبب غياب الربط بشبكة الكهرباء، دون الحديث عن قارورات الغاز التي يصعب اقتناؤها وبأسعار مرتفعة، ما جعل الحطب مادة بديلة بل ضرورية في مختلف الاستعمالات، لاسيما في الطبخ والتدفئة.ولا تتوقف انشغالات السكان عند هذا الحد بل تمتد إلى انعدام التغطية بالخدمات الصحية الذي يظل الهاجس الأكبر الذي يؤرقهم، ومطلب تحسينه يبقى من أولوية الأولويات لسكان الجهة، فرغم توفر المنطقة على قاعة علاج إلا أن هذا الهيكل لا يحمل من الصحة إلا الاسم، الأمر الذي انعكس سلبا على المرضى، حيث عادة ما يتنقل بعض المصابين لإجراء مختلف الكشوفات لدى المصحات الخاصة أو بالمؤسسة الاستشفائية لبلدية دار الشيوخ.