أكد أساتذة ومحللون سياسيون أن إقدام دول الخليج على إرسال قواتها إلى البحرين يأتي نتيجة لمخاوفها من وصول المعارضة الشيعية للحكم في البحرين وانتقال عدوى الاحتجاجات المطالبة بأنظمة ديمقراطية إلى باقي دول الخليج التي تحوي أغلبها أقليات شيعية، محذرين في ذات الوقت من خطورة انزلاق المنطقة إلى صراعات طائفية تشوه أهداف الثورات الشعبية كما قد تقود المنطقة لمواجهات مع إيران التي أعلنت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه “تدخل السعودية في البحرين” تأييد القذافي لمواقف صدام يفسر موافقة دول الخليج على الحضر الجوي أكد أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم السياسية والإعلام، عامر مصباح، في تصريح ل”الفجر”، أن مسارعة دول مجلس التعاون الخليجي لإرسال قواتها إلى البحرين يأتي بدافع خوف دول الخليج من حدوث تغيير مأساوي في البنية الإقليمية الخليجية وسيطرة المعارضة ذات الميول الشيوعية على الحكم، لأن حدوث مثل هذا التغيير سيكون بمثابة الخط الأمامي لإيران في الخليج. يضاف إلى ذلك الخوف من امتداد أي تغيير في البحرين إلى الدول المجاورة الأخرى خاصة وأن هذه الدول تحوي أقليات شيعية مثل المنطقة الشرقية في السعودية الغنية بالنفط وكذلك الكويت والإمارات. ومن جهة أخرى هناك اتفاق بين دول الخليج حول اتفاقية الدفاع المشترك تم تفعيلها في عدة مناسبات مثل حرب الخليج، كما أن هناك شبه اتفاق على أن تكون الإصلاحات في المنطقة متدرجة ومحدودة. وفي السياق ذاته حذّر محللون سياسيون من خطورة انعكاسات التدخل الخليجي العسكري في البحرين وما قد ينجر عنه من دخول المنطقة في صراعات داخلية وطائفية بين الشيعة والسنة قد تقود لحرب مع إيران وبالتالي إفراغ الثورات الشعبية الجماهيرية من محتواها الحقيقي الداعي إلى التغيير وبناء الديمقراطية وتحولها إلى صراعات عرقية تأتي على الأخضر واليابس يكون المستفيد الأول منها الأنظمة الفاسدة التي تجد في انشغال الرأي العام بالصدامات الطائفية ملاذا آمنا يديم بقاءها في سدة الحكم لعقود أخرى. وفي أول تعليق على ذلك أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه “تدخل السعودية في البحرين”. وقال صالحي إن “إيران لن تقف مكتوفة الأيدي في حال أي تدخل سعودي لإبادة الشيعة في البحرين”، داعيا الحكومة البحرينية لعدم التعامل بعنف مع المحتجين. وفي حين سارعت دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية لإرسال قواتها إلى البحرين لمواجهة المظاهرات المطالبة بتغيير النظام وهو نفس الموقف الذي أبدته السعودية من الاحتجاجات في مصر حيث أعلنت استعدادها لدعم مبارك ماليا حينما لوحت واشنطن بوقف “مساعداتها المالية” له إذا لم يتنح، وافقت هذه الدول من جهة أخرى في إطار الجامعة العربية وطالبت مجلس الأمن الدولي بفرض حظر جوي على ليبيا تقوم به قوات الناتو. وحول لجوء دول الخليج إلى قواتها الخاصة في حالة البحرين واختيارها لفرض حظر جوي على ليبيا تقوم به قوات الناتو الأجنبية، أكد الدكتور عامر مصباح أن فرض حظر للطيران عملية صعبة ومعقدة وتحتاج إلى مستوى معين ومعقد من الاتصالات ونقل المعلومات وتكنولوجيا عالية ليست متوفرة حتى لدى دول الحلف الأطلسي كلها، باستثناء فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية، وبالتالي فليس بإمكان دول الخليج فرض حظر جوي الذي يتطلب مراقبة 24 ساعة على 24. وفي سؤال ل”الفجر” حول أساس تطابق مواقف دول الخليج مع موقف الغرب تجاه الوضع في ليبيا أكد الأستاذ المحاضر في كلية العلوم السياسية والإعلام أن القذافي كان مساندا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين في غزو الكويت كما رفض الحصار الغربي للخليج على العراق وبالتالي فمواقفه كانت مناهضة للسعودية والكويت حتى أن الحقوق المالية لمحامي الرئيس العراقي مولها القذافي. وقد تواصلت ردود الفعل الإقليمية والدولية على دخول قوات خليجية إلى البحرين. وبينما دافعت الدول الخليجية عن قرارها، أعربت الأممالمتحدة عن قلقها، في حين حذرت الولاياتالمتحدة رعاياها من السفر إلى هذا البلد، ومن جهتها حذرت إيران مما أسمته غضب الشعب البحريني. وقد دعا رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني البحرينيين إلى الدخول في حوار جاد يؤدي إلى حل مشاكل البحرين. وأشار إلى ضرورة البعد عن التوتر. وعلى صعيد المواقف الدولية، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان عن قلقه من دخول قوات خليجية إلى البحرين، وقال إنه “انزعج من العنف الذي خلف عددا من الجرحى في الأيام القليلة الماضية”.