يبدو أن التغييرات الجذرية الأخيرة التي عرفتها مصر وانتهت بإسقاط النظام وإبعاد أكثر الأسماء التي تسببت في إشعال فتيل الأزمة بين الجزائر ومصر، كانت مبررا كافيا لطي صفحة الخلافات بين البلدين ومنها القطيعة الثقافية التي امتدت لأكثر من سنة وستكون البداية مع الدعوة الرسمية التي وجهها إسماعيل أمزيان مدير الصالون الجزائري الدولي للكتاب، إلى الناشرين المصريين للمشاركة في فعاليات صالون الجزائر للكتاب في دورته السادسة عشرة. ذكرت مصادر إعلامية مصرية أن إسماعيل أمزيان، مدير الصالون الجزائري الدولي للكتاب، قد أرسل دعوة للناشرين المصريين للمشاركة في فعاليات الصالون في دورته السادسة عشرة المقرر إقامتها في الفترة الممتدة بين الحادي والعشرين من سبتمبر المقبل والى غاية الفاتح من أكتوبر المقبل. وكشف رشاد محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين المصريين عن تلقي دعوة من الجزائر للمشاركة في المعرض، مشيرا إلى أنه سوف يستعلم عن رغبات الناشرين المصريين الراغبين في التواجد في المعرض الجزائري. واعتبر رشاد أن هذه الخطوة يمكن أن تكون سببا في إصلاح ما أفسدته كرة القدم، داعيا الناشرين المصريين إلى ضرورة تخطي خلافات الماضي، وبدء صفحة جديدة مع الجزائريين خاصة و ن الثورة المصرية قد لعبت دورا كبيرا في طي الصفحة السابقة. وكانت العلاقات الثقافية المصرية - الجزائرية قد عرفت فصولا كثيرة لها، ميّزتها المقاطعة بين الطرفين في مختلف الفعاليات الثقافية عرف الكتاب أهم أطوارها، حيث كانت البداية مع قرار الجزائر مقاطعة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 42، ليتأكد موقف الجزائر من خلال قرار محافظة الصالون الدولي للكتاب في دورته 15 خبر استبعاد الناشرين المصريين كرد فعل طبيعي لما تعرّض له الجزائريون من سب وشتم إهانة بعد مباراة انم درمان مع منع كل اتحادات الكتاب ودور النشر المدعوة عرض الكتب المصرية في أي جناح داخل المعرض. وهذا قبل التراجع عن هذا القرار والقبول بالمشاركة المصرية التي لقيت معارضة موازية هذه المرة من قبل اتحاد الناشرين المصريين وكانت بذلك المقاطعة المصرية لمعرض الجزائر. إلا أن الدورة الثالثة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب عرفت ليونة في الموقف الجزائري قابلها تسهيلات غير مسبوقة من قبل المصريين لتفعيل المشاركة الجزائرية التي تمت فعلا لولا إلغاء الصالون بسبب اندلاع ثورة الشباب المصريين التي انتهت بإسقاط النظام المصري ورسّمت بذلك عودة فعلية للعلاقات الجزائرية المصرية التي يبدو أنها ستكون بمباركة شعبية.