يخلّد يوم الجمعة اسمه بقوة في تاريخ الأمة العربية، بعد أن أضحى قبلة لكل من يريد التغيير على اختلاف أيديولوجياتهم وتوجهاتهم. فبين مؤيد ومعارض خارج الملايين في عدة دول عربية، أمس الجمعة، في مسيرات تطالب بسقوط أنظمة بلدها وأخرى مدافعة عنها وفيما استقطبت دعوات التغيير في اليمن المطالبة بتنحي عبد الله صالح مئات الآلاف بساحة التغيير في إطار ما أسماه المعتصمون بجمعة الخلاص، خرج إلى ميدان التحرير بصنعاء المئات تأييدا للرئيس في إطار ما سمي بجمعة الإخاء، المشهد في سوريا لم يختلف عن اليمن حيث عرض التلفزيون السوري صورا للميادين المكتظة بتأييدها لبشار الأسد، بينما تحدثت تقارير عن أن النشطاء الذين أصروا على الرد على خطاب الأسد تمكنوا من اقتحام الحواجز الأمنية. أما في مصر فقد فاجأنا ثوار 25 يناير بإعادة الروح إلى ميدان التحرير، وبقوة خرج مئات الآلاف من المصريين في جمعة إنقاذ الثورة. اليمن: مكابرة المعارضة في مواجهة مناورات عبد الله صالح توافد بعد صلاة جمعة الأمس، عشرات الآلاف من الأشخاص على ميدان التغيير بوسط العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك للمشاركة فيما أطلق عليه “يوم الخلاص”، لتجديد تأكيدهم على ضرورة أن يرحل الرئيس اليمني على عبد الله صالح من الحكم، والتحق مئات الآلاف بصفوف المعتصمين منذ يوم 21 فيفري، في ميدان التغيير وسط العاصمة صنعاء، من أجل الإطاحة بعبد الله صالح. في المقابل وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن “الجماهير من أبناء الشعب اليمني من علماء ومشايخ وأعيان ومنظمات مجتمع مدني من مختلف محافظات الجمهورية شاركوا وبقوة في جمعة الإخاء المؤيدة لعبد الله صالح، ويؤكد الخبراء أن تصاعد تباين المشهد المؤيد والمعارض لعبد الله صالح في اليمني مؤشر يرفع من حدة المخاوف في أن تشهد الفترات القادمة مواجهات دامية وأن ينحرف الشارع اليميني إلى حرب أهلية. ميدان التحرير يصرخ: “حاكموا مبارك” عادت أجواء ميدان التحرير ومليونية ثورة 25 يناير المصرية، وشهدت جمعة أمس التي دعي إليها إتلاف ثورة 25 يناير، إقبالا كبيرا، حيث توافد ما يزيد عن 7 آلاف متظاهر إلى ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة، وقطع المتظاهرين الطريق المتجه إلى المتحف المصري تماما، ورفعوا العديد من اللافتات التى تؤكد مطالبهم، والتي تتضمن الإقامة الجبرية وقطع الاتصالات عن عائلة مبارك ومحاكمة عادلة، والإقامة الجبرية لأعوانه مثل فتحى سرور. وانضم العشرات من أهالى المساجين الجنائيين المتظاهرين بالتحرير، مطالبين بتخفيف مدة حبس ذويهم للنصف والإفراج الصحي عن المرضى والنظر في الطعون القضائية. ومن المطالب التى رفعها المتظاهرون، إلغاء قانون تجريم الاعتصامات وإلغاء نسبة ال50٪ بمجلس الشعب للعمال والفلاحين وكوتة المرأة، وتعديل صلاحيات الرئيس، كما اشترطوا ألا تحل الشرطة العسكرية محل أمن الدولة في الجامعات وأيضا إشراك نائب الأحكام العسكرية مع النائب العام بالتحقيق في قضايا الفساد. سوريا: الشارع لحسم المواقف أفادت الأنباء الواردة من سوريا، أن الآلاف السوريين خرجوا أمس بعد صلاة الجمعة، في مسيرات جابت عدة محافظات سورية، سيما مدينة درعا السورية التي كانت شهدت موجة احتجاجات خلف العشرات من القتلى المطالبين نظام بشار الأسد بضرورة إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، بخروج مظاهرات في عدة مدن خاصة في مدينة درعا، التي انطلقت منها الاحتجاجات المطالبة بالحرية، وسط تواجد كثيف لقوات الأمن السورية. وقالت وكالة “روترز” للأنباء، إن احتجاجات اندلعت بعد صلاة الجمعة ضد حكم البعث في ثلاث مدن سورية كبرى بعد يومين من خطاب الرئيس بشار الأسد الذي وصف فيه الاحتجاجات المطالبة بالحرية بأنها مؤامرة خارجية. كما أشارت تقارير الوكالة إلى أن موجة الاحتجاجات تلك أدت إلى وقوع العشرات من الجرحى دون أن تستبعد أن يكون من بينهم قتلى. وأضافت أن المئات خرجوا إلى الشوارع في أنحاء دمشق حيث أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع في ضاحية الدوما وفي مدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين. من جهة أخرى ذكرت مصادر إعلامية سورية أن أمس شهد تأييد الشارع السوري لرئيسه بشار الأسد. وقالت وسائل الإعلام السورية إن مؤيدي الأسد خرجوا في مسيرات حاشدة جابت مناطق دمشق وحمص وعدد من المدن السورية للتعبير على ولاء الشارع السوري للنظام ولنصرته.