يشرفنا نحن خلايا التقارب لولاية الجزائر أن نتقدم إليكم سيدي فخامة رئيس الجمهورية بهذه الرسالة لنعرض عليكم من خلالها وضعيتنا الصعبة وحالتنا المؤسفة، آملين أن يجد نداؤنا صداه لديكم، ففي الوقت الذي كان على الجزائر مسايرة التطورات الاقتصادية والتحولات السياسية، عرفت على عكس ذلك هزّات قوية أثرت على السير الحسن لنموها وتطورها. ولما كانت العاصمة مرآة هذا الواقع بالنظر إلى وزنها السياسي والاقتصادي والعمراني، كان من الضروري إيجاد آليات للتخفيف من هذا الواقع بعد أن فقدت الإدارة ثقة المواطن لا سيما في المدن الكبرى وعلى وجه الخصوص العاصمة. وفي هذه الأثناء تم إنشاء خلايا التقارب سنة 1996 بموجب القرار رقم 08 الصادر في 27 نوفمبر 1998 من قبل الوزير المحافظ للعاصمة آنذاك تحت إدارة مديرية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحياة الجمعوية لولاية الجزائر، من أجل المساهمة في إعادة ثقة المواطن بالإدارة على مستوى بلديات مختلف مقاطعات العاصمة. لم يكن الأمر سهلا، غير أن الشباب الجامعي الذي شكّل نواة الخلية رفع التحدي والتف حول هذا المشروع دون إعطاء أهمية للمقابل المادي الذي نتقاضاه، وهي منحه زهيدة ورمزية لا تعدو أن تكون مجرد مصروف جيب للفرد الواحد منا، فكيف يكون الحال بالنسبة لمن هو مسؤول عن إعالة أسرة بكاملها، حيث إننا إلى غاية اليوم وبعد مرور 14 سنة لا نزال نتقاضى منحه جزافية تقدر ب 4500 دج من مؤسسة النشاط الاجتماعي إلى جانب منحة 2500 دج من طرف مديرية تشغيل الشباب هذه المنحة التي سلبت منا مؤخرا بعد صدور المرسوم التنفيذي رقم 09 - 305 الصادر في 10 سبتمبر 2009 والذي يقصي أعضاء الخلايا الذين تجاوزوا الأربعين سنة (40). سيدي فخامة رئيس الجمهورية، عانت خلايا التقارب دوما من عدم وجود نص قانوني يحميها، إذ كنا في كل مرة نتلقى وعودا من المسؤولين بإيجاد الحلول الممكنة لتسوية وضعيتنا. لكن بعد 12 سنة، صدر المرسوم التنفيذي رقم 08 - 307 في 28 سبتمبر 2008 والخاص بترسيم الخلايا الجوارية لوزارة التضامن وعوض إدماجنا في هذا المرسوم أقصينا منه بكل تمييز وعنصرية وكأننا لسنا أبناء وطن واحد، وتناسى المسؤولون في لحظة من اللحظات أننا أولى بهذا المرسوم وكيف لا؟ فنحن الخلايا الرائدة للعاصمة ونحن من تكبّدنا المخاطر أثناء العشرية السوداء، نحن من قدمنا يدنا للجزائر يوم تخلى الكثيرون عنها لتتخلى الجزائر اليوم عنا ونحن من أعدنا الثقة بين المواطن والإدارة بالأمس لنفقد اليوم الثقة في إدارتنا. ومن جراء مصيرنا المجهول ومستقبلنا الغامض، أصبحنا نعيش قلقا دائما ونحن على يقين، سيدي فخامة رئيس الجمهورية، بأنكم لا تقبلون أن تعيش إطارات البلاد في مثل هذا الوضع المهين والاستغلال اللاّشرعي وغير القانوني، ولا نشك في قدرتكم بإذن الله على مساعدتنا لتجاوز محنتنا والعيش في بلد العزة والكرامة. لذا، نناشدكم بأن تخصصوا لنا جزءا من وقتكم الثمين للنظر في موضوعنا والسؤال عن حالنا وأن قرارا من سيادتكم في إيجاد حل لمصيرنا سيعيد إلينا الطمأنينة، راجين أن تشفع لنا 14 سنة كاملة قضيناها في خدمة الوطن والمواطن في ظروف أنتم أعلم بها. سيدي فخامة الرئيس، دمتم ناصرا للمظلوم وأعانكم الله بما فيه الخير للبلاد والعباد.