لطالما فكرت في معنى اسم الرميتي.. أحيانا كثيرة اعتبرتها مغنية من أصول يهودية، على شاكلة رني وريمون وبالتالي ريمي، ولا أعرف كيف صار اسمها الرميتي الذي ظل في منطقي انزلاقا من اسم ريمي لا غير هي صاحبة الأغنية الشهيرة "أنا وغزالي في الجبل نلڤط في النوار"، الأغنية الصاحية في المخيال الغنائي الجزائري على الدوام، لأنها أغنية ذات معنى ربيعي مميز.. بل أكثر، هي أغنية حالمة في قاموسنا الغنائي الذي يستدل على الدوام بالبشاعة أحيانا، كي يعبر على الحب على شاكلة "نموت عليك" أو "عينيك مبلڤين"، لذا تعتبر أغنية الريميتي حالة شعرية جميلة تصور المكان "الجبل" باستدلالات جميلة "الحبيب الغزال" و"النوار". هي إذن، سعدية باضيف، وعليه سقط الإسقاط اليهودي والاسم المفترض "ريمي" من مدينة الراي سيدي بلعباس.. عاشت اليتم والفقر وهربت مع الشيخ الضب وعمرها لا يتجاوز العشرين.. كانت تملك قدرات صوتية مميزة.. أيضا كانت تشرب الكحول بطريقة هستيرية.. لكن لماذا الريميتي..؟؟ ما معنى هذا الاسم. في المهجر تمكنت الرميتي من فرض وجودها، علما أن التلفزيون الجزائري منع أغانيها، ولم تسجل ولا مرة في حياتها حتى وفاتها في ماي 2006. هي الممنوعة إذن.. تحررها، ربما.. هروبها مع الشيخ الضب.. استقرارها في فرنسا.. كلها خيوط متداخلة قد تساعدنا في معرفة أصول مفترضة لتسميتها.. "أنت قدامي" الألبوم الذي حققت من خلاله الشيخة الريميتي نجاحا باهرا بسبب مزاوجتها بين القصبة والڤلال، كما نقول مع الموسيقى الإلكترونية. لكن؛ لكي نجمع الخيوط جدا علينا أن نعرف أنها كانت تملك مقدرة كبيرة في شرب الكحول، لاسيما الأنواع القوية منه، والتي لا قدرة للنساء على تحملها.. صحيح.. أنني أركز على هذا الجانب لأن السر يكمن هنا.. لنعطي للكلمات معنى أقل وقعا.. كأن تقول كانت الريميتي تسكب الراح علها ترتاح من همومها.. وهنا مخرج الحكاية. سميت الشيخة الرميتي بهذا الاسم لأنها طلبت ذات مرة في بداياتها من النادل أن يوزع المشروبات مرة أخرى على الحضور، وبالفرنسية معنى دورة أخرى هو remettez لكنها نطقتها بلكنة عربية قليلة ريميتي.. وهكذا صار اسم سعدية الشيخة الرميتي... وهو اسم مبلول بروح العنب.. هاجر قويدري