قد تسبق عملية عقد القران جملة من الفحوصات والتحاليل الطبية التي يقوم بها الرجل والمرأة، من أجل التأكد من صحتهما الجسدية، وضمان عدم وجود أي مشكل صحي من شانه أن يعيق ارتباطهما. وفي المقابل فإن هذا الفحص أصبح يثير ارتباك وتوتر الطرفين، خوفا من انتهاء العلاقة باكتشاف مرض أحدهما نتائج الفحوص الطبية التي تجرى قبل الزواج تكشف في بعض الأحيان عن مشاكل صحية أو أمراض من شأنها أن تهدد استمرارية العلاقة وإكمال تحضيرات الزواج، الأمر الذي جعل الكثير منهم يتخوفون من إجراء هذه الفحوص. تبدد حلم الزواج.. في الكثير من الأحيان يقرر أحد الطرفين التخلي عن الطرف الثاني بمجرد معرفته أنه يعاني من مرض ما، هذا ما حصل مع العديد من الاشخاص الذين تحدثنا معهم، مثل “سلاف”، 28 سنة، خطبت لشخص لمدة سنتين وقبل موعد الزواج وعقد القران، قامت هي وخطيبها بإجراء الفحوص اللازمة للعقد، وعرفت أنها تعاني من مرض التهاب الكبد، وبعد ذلك صارحها خطيبها أنه لا يستطيع أن يواصل معها مشروع الزواج والتوقف عند هذا الحد لمصلحتها، وحتى لا يحدث ذلك بعد الزواج.. كما يجد أنه من الصعب عليه أن يرتبط بها وهي مريضة، وقررت”سلاف” منذ ذلك اليوم أن تخبر كل من يخطبها أنها تعاني من هذا المرض. وعلى حد قولها فحص الزواج بالرغم أنه بدد حلمها في الزواج بذلك الشخص، إلا أنه جعلها تعرف حقيقة مشاعره ومدى تعلقه بها. نفس الأمر حدث مع “محمد”، 32 سنة، حيث بعد إتمامه لكل تحضيرات العرس، ولم تبق إلا الإجراءات الروتينية لعقد الزواج، قررت خطيبته فسخ العلاقة لأنها اكتشفت أنه يعاني من داء السكري منذ فترة طويلة، “محمد” قال إنه لم يخبرها ظنا منه أن الامر عادي وليس من أجل إخفاء أمره، لكن خطيبته تركته لأنه لعدم مصارحتها وليس لأنه مريض.. لكن هذا ما لم يصدقه، وهو على يقين أنها تخلت عنه بسبب المرض، وذلك ما أثر سلبا على حالته النفسية، إذ أصبح لا يتجرأ على خطبة أي فتاة أخرى، حتى أنه استبعد كليا فكرة الزواج، تفاديا لصدمات أخرى. أما الآنسة “حنان”، من الجزائر العاصمة، ذات ال19 ربيعا، فلا تفكر إطلاقا في الزواج لأن تجربتها في فحص الزواج كشف أنها تحمل أوراما سرطانية، وتقول إنه لا أحد يقبل الزواج من فتاة تعاني من هذا المرض الخبيث، فهكذا كان فحص ما قبل الزواج نقطة نهاية للعديد من العلاقات. الأجداد والآباء تزوجوا من دون فحص.. يرفض الكثير من المقبلين على الزواج إجراء الفحوص والتحاليل، ويعتبرونها أمرا غير مهم، وذلك بحجة أن الآباء قد تزوجوا من دون أي فحص أو تحليل طبي، ولم تعترضهم أي مشاكل. وعلى اعتبار ذلك فإن الاشخاص يعتبرون هذا الفحص إجراء روتينيا محضا لا علاقة له بالزواج أو العلاقة الزوجية، وهو رأي الكثير من الاشخاص الذين صادفناهم وسألناهم عن هذا الفحص، مثل الحاج عمر، 60 سنة، التقيناه بإحدى الحدائق العمومية، وهو يرى أن العلاقة الزوجية تبنى على الصراحة بين الطرفين ولا حاجة للفحص لكشف الأمراض. أما عن عدم التوافق في الأنسجة وغير ذلك، فهو يؤكد أنه رغم جهله بهذه الأمور الطبية إلا أنه متيقن أنها تخضع لإرادة الله عز وجل، بدليل أنها لم تكن موجودة في الماضي، وحتى ولو انعكس ذلك على خلقة الأولاد، فهذا قضاء الله وقدره. وفي هذا السياق، ترى السيدة سليمة، 35 سنة، أنها خضعت لهذا الفحص قبل زواجها ولم تجد أي مانع، ولكن بالمقابل هي رزقت بطفل “منغولي”، وعلى هذا الأساس تقول:”لا فائدة للفحص قبل الزواج وكل شيء قسمة ونصيب من عند الله”. ولا يختلف الأمر كثيرا عند “مها” ذات ال 25 سنة، التى تزوجت من ابن خالتها والتي حذرها الأطباء من إمكانية انعكاس ذلك على الاولاد، إلا أنها تحدت الوضع وهي الآن رزقت بطفل طبيعي ودون تشوهات خَلقية.
الفحص ضروري لحماية الزوجين والأولاد.. الفحص الطبي قبل الزواج يقوم بكشف العديد من الأمراض والمشاكل الصحية التي يعاني منها الطرفان، فهو في مجمله يهدف إلى حماية الزوجين من الأمراض، خاصة المتنقلة منها، التي من شانها أن تضر بصحة الطرفين. كما يجرى هذا الفحص من أجل تفادي أي انعكاس سلبي يمكن أن يحدث من جراء اختلاط وتلاقي أنسجة الطرفين، ما يؤثر على شكل الأولاد، وحتى ببعض الأمراض التي قد يحملها الأطفال، لذلك فهو يحافظ على السلامة الصحية لكل العائلة، وبالتالي ذلك يؤكد الاطباء على ضرورته قبل الزواج، ويؤكدون على إمكانية اكتشاف بعض المشاكل أو الامراض البسيطة التى يمكن معالجتها في فترة قصيرة، وقبل عقد القران. وفي هذا الصدد، يجمع الكثيرون على أهمية هذا الفحص لإنشاء عائلة سليمة.. هذا ما ذهب اليه الثنائي سمير وحياة اللذان أكدا عزمهما إجراء الفحص والتحاليل اللازمة قبل زواجهما، باعتباره أمرا ضروريا لابد منه، وهما غير متخوفين منه، وأي نتيجة ستكون لصالحهما وصالح العائلة المستقبلية، مثلهما مثل العديد من المقبلين على الزواج والواعين بأهمية هذا الإجراء بالنسبة لمستقبل علاقتهم. كما يريان أن الأمراض لا توقف الزواج، بل بالعكس اكتشافها يساعد على العلاج والاعتناء، هو ما تحدثت عنه هناء، 26 سنة، فهي اكتشفت بعد الفحص أنها تعاني من فقر دم، وهي الآن تقوم بالعلاج وذلك بمساعدة زوج المستقبل، وعن الأمراض المزمنة فمن الضروري معرفتها لدى الطرفين . الأطباء ينصحون بالكشف الطبي الدوري من أجل تفادي الصدمات التي قد تحدث لدى معرفة أحد الطرفين أنه يعاني من مرض أو مشكل صحي، ينصح الأطباء بالمداومة على إجراء فحص طبي دوري عام بين فترة وأخرى، تمكن الشخص من معرفة حالته الصحية ومتابعة أي مشكل قد يعيقه. وفي هدا الإطار، تؤكد الدكتورة “حسينة.ي”، طبيبة عامة، أن المتابعة الدورية هي السبيل الوحيد الذي يمكن الاشخاص من الإلمام بحالتهم الصحية وتفادي أي صدمة تتعلق بمرض خبيث أو غيره، خاصة أن العديد من الامراض الخطيرة ليس لديها أعراض ظاهرية، وإن كانت فهي تاتي متاخرة وبعد فوات الأوان، وبذلك فالفحص الدوري يساعد على اكتشاف الامراض في مراحل مبكرة من شأنها أن تساعد في معالجتها، دون الإنتظار حتى مرحلة ما قبل الزواج، والتي قد تسبب صدمات ومشاكل بين الطرفين يمكن أن تصل إلى حد الإنفصال.