لا يختلف اثنان اليوم في عاصمة الشرق أن “الداربي” الكروي بين الإخوة الأعداء، مولودية وشباب قسنطينة، فقد طعمه، وصار لا يستهوي الكثيرين من عشاق الكرة المستديرة في الولاية فالمواجهة التي كانت تستقطب في السبعينات اهتمام كل الجزائريين، زمن ڤموح وخاين وكروكرو وفندي وحنشي، وغيرهم من اللاعبين الكبار في قسنطينة، وحتى في الثمانينات والتسعينات، لم تعد اليوم تعني الكثير بعد أن أفسد البعض في “الموك” و”السياسي” على السواء الكرة، وصاروا يسيئون إلى سمعة وتاريخ الفريقين أكثر من خدمتهما. ورغم أن الداربي فقد طعمه، إلا أنه مع اقترابه، حيث ينتظر أن يحتضن ملعب الشهيد حملاوي الجمعة المقبل مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، نظرا لوضعية الفريقين في سلم الترتيب والتي تحتم على الناديين الظفر بالنقاط الثلاث، تزداد حماه شيئا فشيئا، لاسيما بين أنصار الفريقين الذين طالما شكلوا أجواء مميزة وسط المدينة بتعليق الرايات في جل شوارع المدينة والمعاقل الرئيسية للمولودية الشباب. ويحضر الفريقان بطريقة عادية لهذه المقابلة حيث وعكس السنوات الماضية لم تبرمج تربصات خاصة. غياب أيوب وفلاحي وغازي يعقد مهمة “الموك” ومن دون شك سيجد فريق مولودية قسنطينة نفسه أمام حتمية تحقيق نتيجة إيجابية أمام “السياسي” قصد وضع حد لسلسلة النتائج السلبية المسجلة لعدة جولات، رغم الصعاب التي سيلقاها أشبال المدرب عساس، منها الغيابات الكثيرة التي ستمس التشكيلة الأساسية كصانع الألعاب فرحات أيوب الذي تلقى بطاقة حمراء خلال اللقاء الأخير الذي أجراه الفريق بملعب الشهيد حملاوي أمام أولمبي المدية، وهو الأمر الذي يعد ضربة موجعة لأبناء القبة البيضاء الذين سيفتقدون لخدمات لاعبهم الشاب في الداربي، لا سيما وأن المدرب عساس سيجد صعوبات كبيرة في إيجاد خليفة فرحات. إضافة إلى اللاعب المذكور، فإن القوة الضاربة في هجوم الفريق فارس فلاحي سيغيب بصفة رسمية بسبب العقوبة أيضا، إلى جانب المهاجم الآخر غازي، وهي الغيابات التي لا تصب في مصلحة أصحاب اللونين الأبيض والأزرق.