وضع الربيع العربي المواقف المحتشمة لجامعة الدول العربية موضوع تعيين أمين عام جديد لها أمرا صعبا أحرج الزعماء العرب ووزراء الخارجية العرب الذين يجتمعون غدا في القاهرة من أجل اختيار الأمين العام الجديد خلفا لعمرو موسى التي تنتهي ولايته في نفس يوم من الاجتماع. وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد بن حلي، إن الاجتماع سيكون مخصصا لمناقشة بند واحد وهو تعيين أمين عام جديد لجامعة الدول العربية مصادر ل “الفجر”:” إقصاء الفقي بقرار قضائي يمكّن قطر من أمانة الدول العربية “ يبدو أن جدران جامعة الدول العربية قد تصدعت بسبب الخلافات الجوهرية في تحديد دفتي القيادة فيها، فبينما لايزال الشارع العربي يدير ظهره لما يدور داخلها ويقرر مواجهة زعمائه بثورات اختلفت فيها الرايات وتقاطعت فيها الأهداف، وبحسب الخبراء فإن حجم الخلاف الكبير الذي بات واضحا جدا بين طموحات الشعوب ورغبة الزعماء سيدفع بوزراء الخارجية العرب إلى تأجيل موعد تسمية الأمين العام الجديد. وكانت عدة دعوات عربية أكدت ضرورة تأجيل النظر في اختيار خليفة عمرو موسى، كما أوضح الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة القومي السوداني، إلى ضرورة تأجيل اختيار أمين عام جامعة الدول العربية إلى أن يتم هيكلتها “الجامعة” بما يتماشي مع تطلعات الشعوب العربية. وفي وقت يواجه فيه مصطفى الفقي، مرشح مصر لخلافة عمرو موسى، عدة انتقادات داخلية وخارجية باعتباره أحد أبرز رموز النظام المصري السابق، لم تقدم أي دولة عربية غير قطر مرشحا لها، كما أكد مندوب قطر لدى جامعة الدول العربية، السفير صالح عبد الله البوعينين، تقديم دولته لمذكرة إلى الأمانة العامة للجامعة لترشيح الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، عبد الرحمن بن حمد العطية، لتولي منصب الأمين العام للجامعة خلفا لعمرو موسى. وأكدت مصادر من داخل مبنى الجامعة العربية ل “الفجر”، أن حظوظ قطر جد عالية في الحصول على منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية. وقال المصدر إن الفقي غير مرحب به لعلاقته بالنظام السابق، وأشار المصدر إلى أن الدول العربية تخشى من تأليب الرأي العام ضدها بشكل كبير جدا لو تم تنصيب الفقي أمينا عاما لها. هذا، ومن المقرر أن تفصل اليوم محكمة القضاء الإداري المصرية برئاسة المستشار كمال اللمعي، النائب الأول لرئيس مجلس الدولة حجز الدعوى، التي تطالب بإلغاء قرار ترشيح الدكتور مصطفى الفقي، أمينا عاما لجامعة الدول العربية خلفا لعمرو موسى. وأكد المصدر العربي أن ذلك سوف يعزز من حظوظ قطر في الظفر بمنصب الأمين العام للدول العربية إذا ما لم يقرر وزراء الخارجية العرب تأجيل موعد اختيار الأمين العام وتمديد فترة عمرو موسى. وعصفت الثورات العربية لأكثر من مرة بجامعة الدول العربية وكانت أول الأعاصير الذي ضرب جامعة الدول العربية الخلاف الكبير الذي شب على مدار الشهور القليلة الماضية، والذي أدى إلى تأجيل موعد القمة العربية بعدما أعلنت ليبيا، التي تتولى رئاسة القمة، عن تأجيلها، في الوقت الذي شددت فيه الأمانة العامة للجامعة العربية على ضرورة عقدها في موعدها، لكنها عادت إلى قرار تأجيل القمة إلى السنة القادمة بعدما كان مقررا عقدها الشهر الماضي في العراق، لكن القلق من الأوضاع الأمنية في العاصمة العراقية دفعهم إلى تأجيلها، وأيضا على خلفية “التوتر” في العلاقات الخليجية العراقية، جراء التصريحات التي أدلى بها المالكي والخاصة بانتقاده للتواجد العسكري السعودي والإماراتي في مملكة البحرين لمساعدتها على إعادة الاستقرار بها.