كشف، أمس، ممثل منظمة “بيم” للخبراء الهولنديين الصناعيين مختصة في محاربة الفقر في دول العالم، جون سيل، أن ظاهرة البطالة تعد القاسم المشترك بين عدد كبير من الدول العربية وهو ما تسبب في اندلاع احتجاجات وثورات شعبية للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية لشعوب تلك الدول، ما بات يتطلّب اهتماما كبيرا بعنصر الشباب واستحداث فرص شغل وذلك لن يتحقق إلا بتسطير استراتيجية عمل خاصة لمحاربة البطالة واستئصالها من جذورها. وأشار نفس المسؤول إلى الحركية الاقتصادية التي تعرفها الجزائر والتطور الكبير الذي تشهده ميادين عديدة خاصة بدعم البنوك للمشاريع الصناعية، مؤكدا أن المشكل الذي يواجه الصناعيين بعد إنشاء العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يتمثل أساسا في غياب المنافسة بين المتعاملين نتيجة تركيز استراتيجيتهم الإنتاجية على منتوج وحيد، دون اللجوء إلى تجديد السلسلة الإنتاجية وإنتاج منتجات جديدة قادرة على منافسة المنتجات المستوردة من الخارج خاصة منها الصينية. فيما يبقى القطاع الفلاحي -يضيف محدثنا- بحاجة كبيرة إلى التأطير والتوجيه والاستثمار، لا سيما في مجال تربية المواشي والأبقار، بعدما تم استيراد من هولندا السنة الماضية ما قيمته 800 مليون دولار من حليب الغبرة دون الاعتماد على سياسة تربية الأبقار. وأضاف المسؤول الهولندي أن المؤسسات الجزائرية لم تبلغ لحد الساعة مرحلة التصدير كونها مؤسسات ناشئة لا تزال في مرحلة تقويم الانتاج والبحث عن أسواق. ومن جهة أخرى، أوضح منير بن رايس، ممثل الشبكة بالجزائر بغرفة التجارة والصناعة لوهران أن الشبكة الهولندية تتوفر على 4000 مختص في كل الميادين بهولندا تعمل على مساعدة المؤسسات العملية في التطوير بدول العالم، حيث يبقى نشاطها بالجزائر منصبا أكثر في قطاع الفلاحة والصناعة التقليدية والتجارة، حيث تبقى نسبة 80 بالمئة من اهتماماتها تتعلق بقطاع المؤسسات الصغيرة و 20 بالمئة في الفلاحة والبيئة وهذا بالنسبة للمؤسسات التي يتراوح عدد عمالها من 10 إلى 250 عامل.