اشتكى رئيس حزب الحركة الوطنية من أجل الطبيعة والنمو، عبد الرحمان عكيف، من التهميش الذي تعرض له من طرف وزارة الداخلية والجماعات المحلية، واتهمها بالتضييق ومنعه من ممارسة نشاطه بكل حرية، وعجز ضيف لجنة المشاورات السياسية في إيصال أفكاره للصحفيين بكل وضوح، فيما يخص النقاط التي ناقشها مع رجال الرئيس. وعكست كلمة ضيف لجنة المشاورات السياسية، أمس، المستوى الرديء وضعف التكوين السياسي ل”الأرانب” التي تنشط الساحة السياسية، حيث قال إن “الأحزاب موجودة ولكن الديمقراطية مضغوط عليها”، بدل “الديمقراطية منتهكة”، واستعماله لكلمة “انفراق” بدل “التمييز بين الأحزاب السياسية”، الأمر الذي جعل الصحفيين يستعينون بهواتفهم النقالة لتسجيل التصريحات وإعادة الاستماع لها حتى لا يخطئون، ثم دعا إلى “رفع القيود أمام الأحزاب السياسية”. وانتقل المتحدث في كلمة استغرق دقيقة ونصف، عقب لقائه بهيئة إدارة الاستشارات، للحديث عن قانون الانتخابات، منددا بما وصفه بالغلق الذي تواجهه الأحزاب في هذا الصدد “من خلال منعها من التقدم للترشيحات”، وقال إن ذلك الغلق يتم عبر المادتين 9 و82 من قانون الانتخابات. وتعمد المتحدث الذي لم يوفق في اختيار العبارات المناسبة، وكان تصريحه مرتجلا وغير متسلسل، ميزه اختراع كلمات هجينة عن اللغة العربية، إلقاء اللوم على وزارة الداخلية، دون أن يذكرها بالاسم، من خلال استعمال عبارات “غلق” و”ضغط” و”قيود” الإدارة، لكن المتتبع لمسيرة حزب عبد الرحمان عكيف، يرى العكس من خلال نيله العديد من المقاعد في الانتخابات المحلية التي جرت في 29 نوفمبر 2007. وحتى الصحافة لم تسلم من انتقادات رئيس حركة الطبيعة والنمو، عندما اتهمها بالتقصير في تغطية نشاطاته، التي لا وجود لها في الأصل، ورغم ذلك رافع المتحدث لصالح حرية الرأي والتعبير، داعيا الصحفيين إلى التأكد من المعلومة قبل نشرها، وثمن إلغاء التجريم عن الصحفيين، لكنه دعا بالمقابل لجر الصحفيين إلى أروقة العدالة في حال الخطأ وإقرار العقوبة اللازمة. مرباح يتحدث عن غسل الأواني والأمومة في ورشة الإصلاحات السياسية وفي السياق ذاته، لم ترق كلمة رئيس التجمع الوطني الجمهوري، عبد القادر مرباح، إلى المستوى المطلوب، وكانت دون مستوى الملفات المطروحة للنقاش من طرف هيئة بن صالح، حيث خانت العبارات الضيف الثامن برئاسة الجمهورية، ولم يجد ما يقدمه للصحافة سوى لغة مبهمة وغير واضحة، حيث قال إنه أبلغ الهيئة ب”عدم ترك النافذة مفتوحة حتى يترك المجال لمن خرجوا من الباب للعودة من النافذة”، مما أخلط الأمور على الصحفيين وجعلهم يشفرون حديثه على أنه موجه لفرنسا أو لأنصار “الفيس” المحل، وأضاف أنه “يجب غسل الأواني قبل الإقدام على طبخ أي طبق”، وواصل “هذا غير معقول يجب توفير أواني مغسولة من أجل التغيير”. ثم انتقل عبد القادر مرباح إلى مدح نفسه أمام الصحافة الوطنية، لأن الصحافة الأجنبية كانت غائبة ولم تكترث لضيوف اليوم الرابع من جلسة المشاورات السياسية، حيث قال إن حزبه يمكن أن ينوب عن أحزاب المعارضة، مشيرا إلى أنه ليس من أنصار الكرسي الشاغر، وأن “البريكولاج ليس من شيم حزبه”. وتابع المتحدث أن الجزائر تعيش الديمقراطية الحقة، ولكنه انتقد تأجيل عملية تعديل الدستور، والشروع في تعديلات بشأن قانون الانتخابات والأحزاب، وعبر عن ذلك بالقول إن “الأطفال بدون أم، هذا أمر غير مقبول”، ما جعل الحضور يجهشون ضحكا ومعلقين على نوعية المصطلحات التي تستعملها ربات البيوت وروضات الأطفال، وليس ممثلي أحزاب حضروا إلى جلسة المشاورات السياسية لمناقشة مصير أمة اسمها الجزائر.