تمر العلاقة بين الزوج والزوجة بالعديد من الحالات، بين السعادة المليئة بالحب وأحيانا بعض المشكلات التي تعترض حياتهم، لكنهم يستطيعون بالتفاهم فيما بينهم التغلب عليها، إلا أن بعض العلاقات الزوجية قد تفشل إذا اعتقد أحد الزوجين أن هناك علاقة مثالية كتلك التي يراها في الأفلام الرومانسية. فقد كشفت دراسة أجراها مجموعة من علماء الدين والإجتماع، أن كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسية، قد تدفعهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقاتهم الزوجية في الحياة. وأشارت دراسة أجراها فريق مختص في دراسة العلاقات الزوجية من جامعة الأزهر على 40 فيلما رومانسيا، صدرت في هوليوود بين عامي 1995 و2007، إلى أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام. وعادة ما تتمحور هذه النوعية من الأفلام، حول العلاقة المثالية بين الرجل والمرأة، اللذين يظهران على درجة عالية من التفاهم ربما عبر إشارة أو إيماءة معينة. ويقول الدكتور سليم العوا، المفكر الإسلامي: “إن الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعض، ويكون السبب عادة لاعتقادهم أن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر، دون الحاجة إلى الطلب منه أو منها. وأضاف أن هذه الصورة نفسها وجدناها في الأفلام الرومانسية خلال دراستنا. وقالت رئيسة قسم تحليل ونقد الإعلام في جامعة الأزهر، إنه “من الصعب تحديد أسباب الدوافع الرومانسية في الإنسان، وآثار الأفلام الرومانسية ما زالت غير مؤكدة”. ويختلف أستاذ الاستشارة والعلاج النفسي، عبد المنعم قديل، مع البقية، حيث يقول إن الأفلام الرومانسية قد تؤثر على الأزواج بعد فترة من استمرار العلاقة، إلا أنها تعتبر مصدرا للابتهاج والأمل للعديد من الأشخاص غير المتزوجين. وكانت دراسة عربية أخرى كشفت عن ارتفاع نسبة الطلاق بين الأسر بسبب الفضائيات، حيث أكدت أن انتشار الفضائيات ووجودها في كل بيت، ارتفعت حالات الطلاق في الفترة الأخيرة، إذ إن مشاهدة القنوات الفضائية لساعات طويلة تؤدي أحيانا إلى اضطراب العلاقات الأسرية وتفككها والطلاق في نهاية الأمر بين الزوجين. ولفتت الدراسة إلى أن التلفزيون له أهمية كوسيلة اتصال ثقافية وإعلامية، كما له تأثير على الفرد والمجتمع وبالأخص على الأزواج منهم.. حيث أكدت الدراسة أن السبب في ذلك يرجع إلى المسلسلات والبرامج والفيديو كليبات التي تبالغ في العلاقات المثالية بين الرجل والمرأة والإغراق في الكلام المعسول، بالإضافة لاستخدام الزوجة الماكياج بصفة دائمة وأناقة الرجل، فيدفع الزوجين إلى مقارنة أوضاعهما المعيشية والحياتية بما يشاهدانه.. فيحدث الخلاف بينهما. وينصح علماء الاجتماع والدين أن على الزوج دائما أن يتذكر لماذا وافق على الزواج من البداية، وأن يتذكر الذكريات السعيدة، ويتذكر السبب الذي دفعه للارتباط بهذه الإنسانة طيلة الحياة. ولذلك ينصح القائمون بهذه الدراسة الأزواج بالمزيد من الحوار في الشؤون الخاصة مهما كانت صغيرة، والعمل على عدم إثارة بعضهما بعضا أو الحديث بغضب بغية الحفاظ على العلاقات الزوجية بشكل مناسب، كما يصرون على أنه من الضروري الحد كثيرا من الأوقات التي يجلسون فيها أمام هذه الفضائيات لإتاحة الفرصة للزوجين لإنماء العلاقة بينهما بشكل إيجابي.