تحتل الأفلام الرومانسية المرتبة الأولى في قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة، وقد انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة واستطاعت أن تلفت إليها الأنظار . ومؤخرا حذرت دراسة جديدة من ضرر مشاهدة الأفلام الرومانسية، وطلبت من العرسان الجدد تأجيل شهر العسل إلى العام الثاني. أكدت الدراسة التي أجراها عدد من العلماء المتخصصين في العلاقات الزوجية، بجامعة ''هيريوت'' الاسكتلندية، أن كثرة مشاهدة الناس للأفلام الرومانسية، خاصة المتزوجين، قد تدفعهم إلى توقع المزيد من الإيجابيات غير الواقعية في علاقتهم الزوجية في الحياة. وقام فريق البحث بعرض 40 فيلمًا رومانسيًّا صدرت في هوليوود، فوجدوا أن العديد من المشاكل التي يشكو منها الأزواج في جلسات الاستشارة الزوجية، تتماشى وتتماثل مع المشاكل التي تطرحها هذه الأفلام، والتي عادة ما تركز على العلاقة المثالية بين الزوج وزوجته اللذين يظهران على درجة عالية من التفاهم. وقال الدكتور ''بايران هولمز'' أحد معدي الدراسة، إن الاستشاريين عادة ما يتلقون شكاوى من الأزواج بسبب سوء فهمهم لبعضهم، ويكون السبب عادة هو اعتقادهم أن الحب الحقيقي قادر على جعل الشريك يفهم ما يريده الآخر دون حاجة إلى الطلب منه، وهذه هي نفس الصورة التي وجدناها بالأفلام الرومانسية. من جانبها أكدت الدكتورة هناء المرصفي، أستاذة الاجتماع بكلية البنات بجامعة عين شمس، في حوار مع مجلة ''سيدتي'' أن الصورة الرومانسية تتواجد في الشعر وألوان الأدب، وفي النبات والطبيعة، لكن بعض الأزواج يتخيلون أن الإنسان حالة رومانسية، صورة متكاملة، وكأنه جزء من الطبيعة، والواقع يقول إن بداخل كل زوج وزوجة عيوبًا واختلافات يُلقيها على الآخر. إلى جانب أن هناك دائمًا مبالغة في عرض الأفلام، كثيرا ما تفجر قنابل نفسية وعاطفية بين الزوجين. هواجس المتزوجين يمر الحب بثلاث مراحل توضحها الدكتورة سوسن سيد، أستاذة علم النفس الاجتماعي، أولها الانبهار ورؤية الكمال في الحبيب، دون عيوب أو أخطاء، والثانية مرحلة الاستكشاف، والتي تأتي بعد الاحتكاك والتعاطي مع تفاصيل الحياة، ثم مرحلة التعايش والتسليم بالعيوب والمميزات. مشيرة إلى أن افتقاد الحب وانتحار الأشواق، هاجس يُؤرق معظم المتزوجين الذين لا يدركون أن وهج الحب يخفت بعد سنوات من الزواج. ويضع علماء النفس الحب في الدرجة الثالثة من الاحتياجات، بعد الحاجة الفسيولوجية، والحاجة إلى الأمان والاستقرار، فالحب حاجة طبيعية يجب أن يعيشها الفرد في حياته، وعلى كل زوجين أن يدركا أن المزاج والعواطف تتغير بعد فترة من الزواج، وإلا وصل بهما الطريق إلى الانفصال النفسي والعاطفي، فيجتمعان تحت سقف واحد دون مشاعر أو عواطف، والأيام تمر بينهما باهتة لا طعم فيها ولا حياة. وتقدم د. سوسن العديد من النصائح ليعيش الحب بعد الزواج والتي تتمثل في: التسامح، التنازل، الصبر والتفاهم، سبيلك الوحيد لاستمرار السعادة والزواج. أبعدي شبح الروتين الكثير من النصائح قدمها خبراء العلاقات الزوجية، والتي قد تختلف من شخص إلى آخر، لكنها في النهاية تجدد الحب وتبعد شبح الروتين عن الحياة الزوجية. أثناء وجودِكما وسط مجموعه من الأقارب أو الأصدقاء خذ زوجتك جانبا واهمس في أذنيها بجملة رقيقه مثل ''أنت أجمل الموجودين''. تذكرا دوماً الأيام الأولى لزواجكما وهيامكما وذكرا أنفسكما بكل المشاعر الدافئة في تلك الأيام وستعود إليكما المشاعر ذاتها بنفس الحرارة. وكذا أول لحظات رأيتما بعضكما فيه، فذلك سيعيد إليكما مشاعر ذلك اليوم.. واذهبا لنفس الأماكن التي كنتما تذهبان إليها أول أيام زواجكما. خصصا يوما في الأسبوع للخروج بمفردكما للسهر أو تناول العشاء في الخارج يمكنكما تناول العشاء فيه على ضوء الشموع وعلى الأنغام الحالمة ارتديا فيه أجمل ملابسكما وكأنكما تخرجان سويا لأول مرة. وفي الأخير، رتبا إجازة خاصة بكما - بدون الأولاد - حتى لو مدة يومين تنفردان فيها فذلك يعيد الحياة لزواجكما وينعشه ولا داعي للسفر، فبالإمكان الذهاب إلى فندق بعيد أو أي مكان تكونان وحيدين لا تحاصركما المسؤوليات.