أعلن مصدر رسمي الأحد فرض حظر تجول جديد بمدينة المتلوي التابعة لمحافظة قفصةجنوبتونس بعد “تواصل الوضع المتأزم في المدينة وتزايد سقوط الضحايا والخسائر المادية” جراء مواجهات قبلية بدأت منذ مساء الجمعة وتواصلت الأحد. وقال متحدث باسم وزارة الدّاخلية التونسية، حسب وكالة الأنباء الألمانية، إنّ حصيلة هذه المواجهات ارتفعت إلى 11 قتيلا بينهم سائق سيارة إسعاف و”أكثر من مائة جريح إصابات بعضهم خطيرة”. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن تعزيزات أمنية وعسكرية “كبيرة” مدعومة بمروحيات وصلت الأحد إلى المدينة “التي تعيش منذ أيام حالة من الاحتقان بسبب التنامي اللافت لنزعة العروشية” (القبلية). وقالت إن هذه التعزيزات انتشرت داخل مختلف الأحياء وسيطرت على كافة مداخل المنطقة وأنها اعتقلت 65 شخصا “بحوزتهم بنادق صيد وأسلحة بيضاء وسيوفا”، وتابعت إن منظمات مجتمع مدني بمحافظة قفصة دعت السلطات إلى “جمع سلاح الصيد المتداول (لدى سكان المتلوي) وملاحقة المذنبين بفتح تحقيق جدي وسريع لمتابعة المتسببين في الأحداث. وأفادت الوكالة في وقت سابق أنّ معركة بين شخصين تحولت إلى مواجهات دامية بين قبيلتين تراشقتا بالحجارة والزجاجات الحارقة وتبادلتا إطلاق النار من بنادق صيد والضرب بالعصي. وأرجعت الوكالة أسباب المواجهات إلى “إشاعات” حول سياسة التوظيف في شركة “فسفاط قفصة” (الحكومية) وهي المشغل الرئيسي بالمنطقة التي ترتفع فيها نسب البطالة. ويذكر أن هذه ثاني مرّة في أقل من شهرين تفرض فيها السلطات حظر تجول في مدينة المتلوي- البالغ عدد سكانها نحو 40 ألف نسمة على خلفية أعمال عنف قبلية. وقتل في مارس الماضي شخصان وأصيب عشرات بجراح في مواجهات بين قبيلتين في المنطقة. وقتل في أفريل الماضي طالبان (شاب وفتاة) وأصيب 43 شخصا بجراح في أعمال عنف قبلية اندلعت بمدينة السند (التابعة لمحافظة قفصة) ما اضطر السلطات إلى فرض حظر تجوّل بالمدينة. وتكاد محافظة قفصة تكون المنطقة الوحيدة في تونس التي تشهد من حين لآخر أعمال عنف على خلفية نعرات قبلية.