عاشت طيلة نهار أمس، مدينة العلمة، التي تعد من أكبر بلديات الوطن، على وقع احتجاجات كبيرة، عقب الإعلان عن قائمة 544 مسكن اجتماعي، حيث أقدم المقصون على اقتحام مقر الدائرة، ومكتب رئيس الدائرة، واستولوا على هاتفه المحمول، وعلى كل المستندات والأجهزة التي كانت بالمكتب. حسب مصادرنا، فإن الغاضبين قاموا بإضرام النيران داخل مكتب الرئيس، وشهد مقر الدائرة منذ الصباح الباكر، تجمع جحافل الغاضبين الذين أغلقوا الدائرة ومنعوا دخول وخروج الموظفين، ما أدى إلى تعطل مصالح المواطنين، كما شوهدت تعزيزات أمنية مكثفة لمنع المحتجين من القيام بأعمال شغب كالتخريب والحرق. من جهة أخرى، أقدم بعض المحتجين على محاولات الانتحار، حيث تسلق أحدهم عمودا كهربائيا وهدد برمي نفسه، في الوقت الذي هدد آخر بحرق نفسه بالبنزين في حالة عدم إلغاء القائمة، كما امتدت الحركة الاحتجاجية إلى باقي أرجاء المدينة، حيث حاول بعض المحتجين حرق مقر البلدية، وقام آخرون بغلق الطرق والمحاور الرئيسية للمدينة مما أدى إلى عزل المدينة عن العالم الخارجي، وتعذر على التجار والمتسوقين الذين قدموا من مختلف مناطق الوطن، الوصول الى شارع دبي التجاري، كما حاول بعضهم إحراق وتخريب المرافق العمومية للدولة، غير أن التعزيزات الأمنية حالت دون ذلك. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية، للتعبير عن غضب السكان من إدراج أسماء أناس غرباء عن المدينة، حسبهم، ومن ليس لهم الحق في الاستفادة، في الوقت الذي يحرم من هم في أمس الحاجة للسكن الاجتماعي، مع العلم أن بلدية العلمة، قد استفادت من برنامج ب 3600 وحدة سكنية اجتماعية ايجارية ستنطلق الأشغال ل 1300 منها خلال الأيام القليلة القادمة. وعن السكن التساهمي فقد استفادت البلدية من 3020 وحدة سكنية إضافة إلى 120 خاصة للشرطة، منها 700 وزعت على المرقين والتي ستنطلق خلال الأيام القادمة.