قال رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، البروفيسور رشيد حنيفي، في حواره ل”الفجر”، إن هيئاته تعمل على غرس القيم الأولمبية في المجتمع من خلال الاحتفال باليوم الأولمبي وهي أكبر من أن ينحصر دورها في تحضير منتخباتنا في الخارج مثلما يعتقده البعض. كما أثنى على بعض الرياضات التي تسجل تألقا حاليا رغم ما عاشته الحركة الرياضية من مشاكل. كما تحدث عن العديد من الأمور أهمها مشاريع هيئاته والتحضير لمختلف المنافسات التي تنتظر نخبتنا “خمسينية الكوا ستكون احتفالا كبيرا... وقريبا نفتح متحفا أولمبيا” لن نحصر نشاط اللجنة الأولمبية في تحضير رياضيينا بالخارج فقط” نبدأ من الأخير، التقيتم لجنة مشاورات بن صالح مؤخرا.. ما هي الاقتراحات التي قدمتموها ؟ شاركنا في المشاورات على اعتبارنا نمثل هيئة غير سياسية. وقدمنا مقترحاتنا بما نراه مناسبا لتحسين شروط الممارسة الرياضية بتطويرها على مستوى المدارس ولدى الفئة النسوية، وأيضا تحسين العلاقات مع السلطات في إطار الاستقلالية المشروطة من طرف الهيئات الرياضية الدولية. وفي هذا الإطار كان تدخلنا حتى يكون توازن في الحكامة بين السلطات العمومية وكذا اللجنة الأولمبية من جهة، والاتحاديات من جهة. كل هذا في إطار توازن وتقاسم المهام حتى نتجنب الأزمات التي حدثت في الماضي. هذا يعني أن هيئاتكم استلهمت المقترحات من القيم الأولمبية، فكيف ترون تجسيدها على أرض الواقع؟ إذا رجعنا إلى القيم الأولمبية فإنها تنص على أن الرياضة في خدمة المجتمع وهي الصحة، الممارسة الرياضية الموسعة والعناية بالشباب. فمجتمعنا أغلبه شباب، وإذا لم تتح لهم فرصة التعبير عن مواهبهم فإنهم يلجأون إلى العنف والشارع. نحن نحاول إشراك اللجنة الأولمبية في السياسة الجديدة لتأطير الشباب على مستوى المدرسة وكذا الصحة، لأن الرياضة تساهم في الوقاية من الكثير من الأمراض المزمنة. ما يعني أننا لا نحصر دور اللجنة الأولمبية في التحضير فقط للألعاب الأولمبية ومختلف التظاهرات الأخرى وكذا التكفل بتحضير المنتخبات في الخارج. أقول إن دور الكوا أكبر من ذلك ومهمتها تطوير الممارسة الرياضية. نفهم أن اليوم الأولمبي يدخل في هذا الإطار؟ المحور الأساسي هو ترقية القيم الأولمبية وهذه السنة فضلنا توسيع رقعة هذا اليوم إلى أربع ولايات هي سطيف، عنابة، مستغانم، سيدي بلعباس. ونهدف ليكون اليوم الأولمبي وطنيا ويمس ال48 ولاية. لكن سنصل إلى هذا إن شاء الله والتحسيس بدأ شيئا فشيئا على ألا تعود نفس الولايات في كل مرة حتى نصل لكل الوطن. فضلنا كلجنة أولمبية أن يكون هناك تقسيم عادل بين ما نقوم به في اليوم الأولمبي وكذا الأسبوع الأولمبي المخصص للجنوب حيث نقوم بترقية الرياضات الممارسة هناك، إذ نأخذ بعين الاعتبار خصائص المنطقة. فمثلا كرة الطائرة، القدم، التزلج، والريغبي تمارس على الرمال مثل ما فعلناه العام الماضي بولاية الوادي حيث كانت الفرصة لأبناء الجنوب للالتقاء والتعارف. تتزامن عهدتكم مع حضور الجزائر مع الألعاب الإفريقية والعربية والأولمبية. كيف يجري التحضير لهذه المنافسات ؟ التحضيرات تجري وفق عمل في إطار تنسيق وشراكة مع وزارة الشبيبة والرياضة. فالإعداد يتم حسب ما سطرته لجنة مختلطة التي تضم ممثلين عن الوزارة وكذا اللجنة الأولمبية. هؤلاء يحددون البرنامج والاستراتيجية اللازمة لمثل هذه التظاهرات وكذا الإمكانيات التي يجب توفيرها بالإضافة إلى متابعة سير التحضيرات. عبرت مؤخرا اللجنة الأولمبية التونسية عن استيائها من سحب بعض الاختصاصات من ألعاب مابوتو، هل لنا أن نعرف موقفكم من هذا؟ أولا يجب أن يعرف الجميع أن الألعاب الإفريقية هي ألعاب حكومية ولا يمكنني الخوض في الأمر فيما يخص ما تم حذفه. فنحن شريك أساسي لأنه لابد من المرور عبر اللجنة الأولمبية للمشاركة. لهذا لا يمكنني أن أضيف أكثر. كيف تتوقعون الحضور الجزائري في الألعاب الإفريقية؟ الموزمبيق تلح على أن يكون الوفد الجزائري من أكبر الوفود المشاركة باعتبار أن بلدنا آخر من نظم الدورة وسجلنا نتائج كبيرة حينها. ويضاف إلى هذا أن هناك خبراء جزائريين يساعدونهم في التنظيم. ونحن كبلد منظم لآخر دورة لا يمكننا إلا أن نحدد التتويج كهدف أساسي في هذه الألعاب. مباشرة بعد مابوتو هناك الألعاب العربية ؟ نعم ألعاب الدوحة ديسمبر 2011 وطبعا الجزائر ستكون حاضرة بلا أدنى شك. هل تتوقعون مشاركة قوية ونوعية في هذه الدورة؟ أتوقع ذلك بالنظر للدول المشاركة هناك، 22 بلدا، ما يعني أن كل الدول العربية ستكون متواجدة بالدوحة. ونرى أن يحضر هؤلاء بقوة والمشاركة بأحسن الرياضيين. أعتقد أن المشاركة في الألعاب العربية هي محطة تحضيرية للألعاب الأولمبية. فالتظاهرة تأتي قبل أقل من سنة من أولمبياد لندن. وطبعا الرياضيون الذين يحضرون سيختبرون قدراتهم في ألعاب قطر التي ستكون بالأساس معيارا لمعرفة مدى استعداد كل رياضي. يعني أن الحضور الجزائري أيضا سيكون بأفضل الأسماء الموجودة حاليا؟ لن نختلف عن المشاركين الآخرين. وطبعا سنحضر بأفضل ما لدينا من الأسماء في الاختصاصات التي سنشارك فيها. وكما سبق أن قلت، هذه الألعاب تعتبر موعدا للإعداد للأولمبياد. هل لنا أن نعرف عدد الوفد الجزائري؟ طبعا سنشارك في كل الرياضات المبرمجة باستثناء تلك التي لا تمارس في بلدنا. فقد عمد المنظمون إلى برمجة 39 اختصاصا منها أربعة للألعاب شبه الأولمبية لدى الذكور و30 اختصاصا لدى السيدات. بالنسبة لكرة القدم هل سيكون المنتخب الأولمبي حاضرا؟ المنتخب الأولمبي يحضر للألعاب الأولمبية وسيشارك في آخر دورة تصفوية لأن الاتحادية المعنية هي التي تحدد الفئة المشاركة. عفوا... تفضل.. لا، المنتخب الوطني لن يكون حاضرا. فقد أطلعني مدير الرياضة باللجنة الأولمبية على ذلك. ألا ترون أن الجوائز التي أعلن عنها المنظمون تحفز فعلا على حضور نوعي في الدوحة؟ أعتقد ذلك. فإطلالة بسيطة على الأرقام التي تمثل الجوائز المقدمة يجعلك تفهم معنى أن يختار المشاركون الجانب النوعي من خلال إرسال أحسن الرياضيين. فلمعلوماتكم أن القطريين يقدمون لمن يحطم رقما قياسيا فرديا مبلغ 5 آلاف دولار واللجنة الأولمبية لبلده مثله. وهكذا بالنسبة للمرتبتين الثانية والثالثة بمبالغ أقل بطبيعة الحال. قطر، يعني الألعاب العربية لأول مرة في دولة خليجية كيف ترون الأمر ؟ لا ننسى بأن قطر هي الدولة المستضيفة لمونديال 2022 وقبلها العديد من التظاهرات، إضافة لمونديال كرة اليد 2015 ومترشحة لمونديال ألعاب القوى 2017 وتحتضن العديد من الجوائز العالمية سواء في التنس أو ألعاب القوى، فتصوروا بلدا ينظم كل هذا الكم من الأحداث فكيف لا يقدر على تنظيم ألعاب إقليمية؟ في حقيقة الأمر هم يقومون بعمل كبير واختاروا الرياضة لتكون وسيلة يطلون بها على العالم. هذا يعني أنكم تتوقعون نجاحا للدورة العربية 2011؟ أظن أنه مسألة تنظيم، سينجحون فيها إلى أبعد الحدود. هم يستثمرون الأموال ويدفعون لمؤسسات عالمية مختصة ومحترفة في التنظيم. سيدفعون للمنظمين الذين يجلبونهم من دول تفوقهم خبرة وهم الآن بعين المكان للإشراف على كل شيء. مثل الدوحة 2022؟ نعم، لاحظتهم كيف كان تقديم ملف مونديال 2022 فقد أبهر الجميع وفازت قطر في نهاية المطاف بشرف الاستضافة. فهم يعملون بنظام الاستشارة حيث وقفتم على الملف الذي أقنع مقارنة بما قدم من الآخرين. نفهم من هذا توفر الأموال ووجود بنى تحتية راقية مرادف لنجاح الدورة؟ دون أدنى شك. القطريون يحضرون أنفسهم لتظاهرات أكبر من الألعاب العربية. والدورة هذه يمكن القول إنها ستكون بروفة وفقط فكل شروط النجاح متوفرة وهذا شيء ظاهر. لكن السؤال المطروح هل يمكن للبلد الذي سيلي قطر في تنظيم الدورة القادمة أن يبقي على العارضة مرتفعة؟ وأقصد بذلك المنشآت والجوائز وكل ما يتبع. هل صحيح أنه علينا ألا ننتظر معجزة في ألعاب لندن كما نقل على لسانكم في أحد الحوارات؟ لابد من العودة إلى ما قلته بكل دقة. وعلينا ألا نخفي بأننا كنا متأخرين في التحضير، لأن الحركة الرياضية عرفت خلافات لمدة طويلة ما أثر على التحضير. لقد تم تغيير كل شيء سواء على المستوى الإداري أو التقني، إضافة إلى أننا خرجنا من عشرية سوداء ما أبطأ الكثير من العمل. وإذا كنا مع كل هذا نعتقد بأننا سنصعد على منصة التتويج في كل التظاهرات، فنحن مخطئون ونقول إننا سنحاول تدارك التأخر بكل مجهودنا. وأقولها بصراحة بأن النتائج التي نحن بصدد تحقيقها في الملاكمة أو كرة القدم مع المنتخب الأولمبي هي بالنسبة لي معجزة بالنظر للوضعية التي ذكرتها آنفا. يمكنني القول إن شاء الله تحدث معجزة فعلا ونحصل على ميداليات ولم لا ذلك. وحينها يمكننا إعادة النظر في الاستراتيجية. هناك المشاركة المكثفة من خلال الرياضيين المتأهلين الذين يتحصلون على الحد الأدنى المؤهل وهناك الاسترايتجية الثانية من خلال التركيز على بعض الرياضات والرياضيين الذين يمكنهم الحصول على نتائج من خلال دعمهم بالوسائل اللازمة. كم تتوقعوا أن يكون عدد الوفد المشارك في أولمبياد لندن؟ ممكن أن يتكون من حوالي 100 شخص وعدد الرياضيين ثلاثين دون الأخذ بعين الاعتبار الرياضات الجماعية التي تجري المنافسات الإقصائية. وماذا عن اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها لجنتكم؟ لم نوقع العديد من الاتفاقيات، لسبب وحيد هو أننا نريد تجسيدها على أرض الواقع وليس أن تبقى حبيسة الأدراج. طلبنا من الاتحاديات خاصة تلك التي تحضر للألعاب الأولمبية تقديم اقتراحها بشأن المكان الذي ترغب التحضير فيه وعلى أساسه نوقع اتفاقات.. هناك مشروع بروتوكول مع قطر لكنه ذو طابع حكومي، لكن إذا وجدنا ظروف التحضير الجيد قد نحضر هناك. وأيضا مشروع آخر مع الولاياتالمتحدة بمساهمة عبد الرحمن مرسلي بتقديم مقترحات للتكفل ببعض الرياضيين المحضرين للأولمبياد بتكلفة 60 دولارا لليوم واستشارة تقنية أيضا وفي أحسن مراكز التدريب. وكيف هي العلاقة مع السيو؟ أقول جيدة لأننا مع اللجنة الأولمبية الدولية أظهرنا بأننا نحترم الاستقلالية وفي نفس الوقت نحافظ على العلاقة منسجمة مع حكومة بلدنا، وهذه توصيات السيو خاصة بعد اجتماع أكابولكو للجان الأولمبية الوطنية. هذه هي مشاريع الكوا... أهم المشاريع المسجلة في البرنامج هي المقر الجديد للجنة الأولمبية والمتحف الأولمبي للحفاظ على الذاكرة الرياضية وكذا الأكاديمية الأولمبية، إضافة إلى إنشاء هيئة تضم ممثلينا في مختلف الاتحادات الدولية. وتفكر الكوا في دراسة الاستراتيجية الدولية لممثلي الجزائر في مختلف الهيئات الرياضية. وقال البروفيسور “لابد من هذا لإتاحة الفرصة لكل ممثلينا في الخارج للالتقاء فيما بينهم. أما المتحف الأولمبي فتحدثنا مع مسؤولي مؤسسة جبهة التحرير الوطني المكونة من مخلوفي ومعوش وآخرين الذين أعطونا الموافقة المبدئية على وضع المؤسسة في المتحف. الأمور تتقدم حيث خصصنا جزءا من المقر الحالي لبعث المتحف”. رسالة الرئيس.. اللجنة الأولمبية تبقى في خدمة الرياضيين، نذكر منهم الذين يحضرون لمختلف المنافسات الدولية. نحن تحت تصرف الاتحاديات لاستكمال التحضيرات بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة. ثانيا، نتمنى أن يكون الرياضي الحالي والسابق مرجعا للقيم الأولمبية، الرياضي يمكنه إيصال الرسالة أفضل من أي مسؤول آخر. ماجر، مرسلي، ومنتخب الأفالان الذين شاركونا في الأسبوع الأولمبي بالوادي سيواصلون مشاركتنا في كل نشاطاتنا. ونفكر في مشروع منصب سفير القيم الأولمبية وسنختار رياضيين مرجع للترويج للرياضة التي هي صحة وتربية قبل كل شيء. 2013.. خمسينية الأولمبية الجزائرية أهم تظاهرة ينتظرها المكتب الحالي بشغف هي الاحتفال بخمسينية اللجنة الأولمبية الجزائرية، حيث يحضر لنشاط رياضي وثقافي كبير يخلد المناسبة. لهذا تجري محادثات مع جزائريين مقيمين بفرنسا وبالضبط في مارسيليا لضبط برنامج يتضمن أساسا قافلة بحرية رياضية من مارسيليا إلى الجزائر والعودة إلى مارسيليا بالإضافة آلى مفاجآت أخرى. لهذه الأسباب لم يتحمس البروفيسور لإنشاء مخبر جزائري لمراقبة المنشطات أين وصل مشروع إنشاء المخبر الجزائري لمكافحة المنشطات ؟ إجابة البروفيسور بالخصوص كانت: “سؤال صعب بالنسبة لي، لأنني لم أكن متحمسا لإنشاء المركز والسبب هو تقني. أولا هناك شروط صعبة لفتح مخبر لمكافحة المنشطات وأصعب لتجديد الاعتماد لأن الهيئة الدولية المختصة ستحاسبك سنويا، إذ لا يمكن أن تجدد اعتمادك إذا لم يكن لديك 2000 عينة للتحليل سنويا. وأيضا هذه التحاليل ستكلف غاليا والدليل غلق مخبري تونس وتركيا. إذن ليس من السهل أن يكون لديك مخبر ويبقى نشطا في آن واحد. صحيح أن الجزائر أول من فكر في المشروع. فلو أنشئ في حينه لم يكن ليطرح المشكل، سنكون أخذنا التجربة وأصبح مخبرنا مرجعيا على الأقل على المستوى الجهوي. لهذا اقترحت عملا مغاربيا، فالمخبر التونسي يكون مغاربيا وأيضا إنشاء مركز مغاربي لأمراض القلب بالجزائر وعيادة لأمراض العظام والكسور بالمغرب، وطبعا كلها ذات طابع جهوي وتعمل في الإطار حتى لا تكون التكلفة كبيرة ويبقى مخبر تونس مفتوحا. لكن الأمور لم تسر كما نشتهي”. حاورته: سامية. ب/تصوير: موسى ساحلي