طالب عدد من شيوخ الأغنية البدوية الذين ينشطون في الغرب الجزائري، وبالتحديد مدنية وهران وما جاورها، وزيرة الثقافة خليدة تومي، بضرورة التعجيل في طرح قانون يحمي الفنان الجزائري، وذلك على هامش مشاركتهم مؤخراً في فعاليات “ليالي الأغنية البدوية والشعر الملحون”، الذي احتضنته سينما السعادة بوهران على مدار اليومين الماضيين قال الشيخ بوطيبة السعيدي..”إن الفنان اليوم مهمش ونحن متخوفون من حدوث لنا ما حدث للفنان الكبير المرحوم أحمد وهبي الذي ظل يعاني من سياسة سياسة التهميش والإقصاء طوال حياته، التي عانى فيها رفقة جيله من الفنانين الكثير من التهميش في غياب قانون أساسي يحميهم، ويوفر الحماية الاجتماعية لهم”. وعرج الفنانون على المصير المأساوي للعديد من الفنانين، منهم الفنان قندسي ونجم فرقة راينا راي، وغيرهم من الفنانين، متحسرين على الوضعية التي كان يعاني منها عميد الأغنية الوهرانية الأستاذ أحمد، والذي كما قال في حقه الشيخ بوطيبة السعيدي لم يجد كرسيا متحركا لاستعماله، بعدما أقعده المرض الفراش، متخوفين من تكرار السيناريو في ظل الإقصاء والحڤرة التي يعاني منها الفنان. صرح، من جهته، الشيخ بوطيبة السعيدي:”إننا في انتظار ما ستجود به خليدة تومي على الفنانين رغم أن الانتظار قد طال، ما جعل الكثير من الفنانين يفضلون إحياء الأعراس للحصول على بعض المال بدلا من المشاركة في الحفلات و المهرجانات التي لا يستفيد منها الفنان شيئا، خاصة أن لدي 5 أطفال بحاجة إلى من يرعاهم”. و ذلك ما أكده الشيخ بوقيراط وكذا الشيخ محمد ولد الهواري من ولاية غليزان، اللذان لهما المئات من الأشرطة، إلى جانب الشيخ البحري الوهراني، الذين صرحوا أن الغياب الفعلي لمصالح “لوندا” في حماية حقوق الفنان والمؤلف والمنتج زاد من تعفن الوضع ومن هدر حقوق الفنان في ظل القرصنة لأعماله الفنية التي أصبحت تنهب دون أي حسيب ولا رقيب، ليضيف الشيخ بوقيراط أن غياب الجمهور عن القاعة وضيق مدة إقامة هذه التظاهرة وغياب الإشهار جعلت هذا الاحتفال الفني لا حدث في مدينة وهران.. التي تعد عاصمة الفن، في الوقت الذي يشهد هذا المهرجان الذي يقام سنويا بولاية مستغانم، ويخص الأغنية البدوية والشعر الملحون، جمهورا منقطع النظير نتيجة التنظيم الجيد والإعلام الذي يرافق هذه التظاهرة. ليضيف أحد الملاحظين أن مثل هذه التظاهرات التي تقام بعجالة وبالاعتماد على البريكولاج لإقامتها، والتي ترصد لها أموال ضخمة، فرصة لضياع المال العام وللبحث للبعض عن المصادر من شأنها أن تسمح لهم الحصول على بعض المال لقضاء عطلة الصيف بإحدى المنتزهات الفخمة. تأتي هذه التصريحات من هؤلاء الفنانين أسابيع بعد إحياء الجزائر لليوم الوطني للفنان الذي يصادف 8 جوان من كل سنة، والذي أعلنت فيه تومي عن شروع وزارتها في بعث مشروع وطني للفنان من شأنه أن يعيد الأمل لهؤلاء، لكنها لم تفصح عن تاريخ الانطلاق الفعلي في تجسيده على أرض الواقع، رغم أن التحضيرات له قد انطلقت منذ فترة.