أقدم ليلة أول أمس التجار والجزارون الناشطون بمختلف أحياء دائرة البوني بولاية عنابة على التجمع بأعداد كبيرة ليلا أمام مقر بلدية البوني للاحتجاج على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن محلاتهم والتي استمرت لعدة أيام من الأسبوع الفارط مسبّبة تذمرا وغضبا لدى السكان عامة والتجار بصفة خاصة اشتكى التجار خاصة منهم الجزّارون من استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن محلاتهم حيث صبّوا جام غضبهم على شركة سونلغاز التي حمّلوها مسؤولية فساد مخزونهم من اللحوم الحمراء والدجاج بسبب تعطّل أجهزة التبريد عن العمل واستحالة عرض وبيع منتوجهم للزبائن بعد اكتشافهم أن كميات كبيرة من اللحوم والدجاج فسدت ولم تعد صالحة للاستهلاك الأمر الذي أجبر العديد منهم على رمي كميات كبيرة من الدجاج واللحوم في القمامة. وخلال احتجاجهم أمام مقر بلدية البوني قام عدد من التجار بقطع الطريق الرئيسي أمام حركة مرور السيارات معبّرين عن سخطهم على استمرار ظاهرة انقطاع الكهرباء عن أحياء بلدية البوني التي كبّدتهم خسائر مالية كبيرة جراء هذه الوضعية التي اعتبروها غير معقولة. ومن جهتها قامت مصالح الأمن والدرك التابعة لدائرة البوني بمحاولة تحسيس التجار بضرورة إعادة فتح الطريق مجددا أمام حركة المرور خاصة وأن الحركة الاحتجاجية سبّبت تشكيل طوابير طويلة من سائقي السيارات المتنقلين من وسط المدينة والمارين إليها حيث تمكّنت مصالح الأمن بعد حوار مع التجار من إعادة الأمور إلى طبيعتها في الوقت الذي قامت فيه مصالح سونلغاز بالتنقل إلى عين المكان للاطلاع على أماكن العطب الذي أصاب المحولات الكهربائية وتسبب في انقطاع التيار حيث تمكّنت من إصلاح الخلل وإعادة التيار إلى أحياء بلدية البوني. وأصر التجار خلال تجمعهم أمام مقر بلدية البوني بعد انضمام أعداد كبيرة من سكان أحياء البلدية إليهم أصروا على ضرورة تدخل السلطات المحلية والمجلس البلدي لاتخاذ الإجراءات الازمة في أقرب وقت لضمان عدم تكرار ظاهرة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي على مستوى بلدية البوني والتي تحوّلت إلى هاجس يومي يؤرق الجميع من سكان الأحياء والتجار عند حلول كل فصل صيف الأمر الذي جعل الحياة اليومية للسكان وخاصة التجار تزداد معاناة وتذمرا. وطالب السكان والتجار من السلطات المحلية وضع حد لهذه المعاناة التي تسببت في تعرّض أغلب تجار المواد الغذائية إلى خسائر كبيرة إثر فساد السلع الاستهلاكية السريعة التلف وامتناع الكثير من المحلات عن التموين باللحوم ومشتقات الحليب والألبان الضرورية للأطفال خاصة بسبب انقطاع الكهرباء واستحالة حفظها في درجات برودة تحميها من التلف. كما اشتكى تجار آخرون من تعطّل أجهزة التبريد والثلاجات بمحلاتهم إثر إصابتها بأعطاب جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وتذبذب التيار الذي أفسد أيضا العديد من التجهيزات الكهرومنزلية بمنازل المواطنين. للتذكير سبق لسكان الأحياء السكنية الأخرى ببلدية عنابة بوسط المدينة أن احتجوا على الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي التي تحوّلت إلى تقليد مزعج للسكان عند حلول الصيف حيث طالبوا مسؤولي سونلغاز والسلطات المحلية بالإسراع في إيجاد حل نهائي لهذه المشكلة التي قد تسبب إن استمرت موجة جديدة من الاحتجاجات تتطور إلى ما يحمد عقباه.